2007-04-15 12:49:21

البابا يترأس القداس الإلهي عشية احتفاله بعيد ميلاده الثمانين ويقول قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء إن السلام الذي دفع يسوع ثمنه بدمه يعطيه للذين يضعون ثقتهم به


ترأس البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة من صباح هذا الأحد القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان عشية احتفاله بعيد ميلاده الثمانين، المصادف يوم غد الاثنين. ألقى قداسته أثناء الذبيحة الإلهية عظة مسهبة قال في مستهلها: لقد شاء سلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني أن يُحتفل في الأحد التالي للفصح بعيد الرحمة الإلهية.

لقد عاش البابا فويتويا في ظل نظامين دكتاتوريين واختبر عن كثب "سلطة الظلمات"، التي ما يزال عالمنا المعاصر يرزح تحت وطأتها. لكن هذا الحبر الأعظم اختبر أيضاً حضور الله في التاريخ الذي يواجه كل هذه القوى بقوة رحمته. فالرحمة تضع حداً للشر وتتجلى فيها قدسية الله وسلطة الحقيقة والمحبة. لقد دعانا البابا يوحنا بولس الثاني إلى أن نضع ثقتنا بالرحمة الإلهية التي منحنا إياها الرب بواسطة سر العماد.

بعدها حيا البابا جميع الحاضرين في الساحة الفاتيكانية خاصاً بالذكر المتروبوليت يوانيس، الموفد الشخصي للبطريرك المسكوني برتلماوس الأول. وقال البابا: أود أن أشكر الله على الهبة التي منحني إياها، وهي أن أبصر النور وأعيش في قلب عائلتي وعائلة الله الكبيرة. فولادة الإنسان وسط عائلته الأرضية، وولادته الجديدة في قلب عائلة الله الكبيرة ليست إلا هبة عظيمة تمنحنا إياها رحمة الله.

وأضاف البابا أن رحمة الله ترافقنا كل يوم من أيام حياتنا، وينبغي علينا أن نفتح قلبنا على الله لنغوص في رحمته، ولنختبر طيبة الله وخيره. ووجه الحبر الأعظم شكره إلى جميع الأشخاص الذين لم يترددوا في مساعدته خلال مراحل حياته، خاصاً بالذكر جميع المؤمنين الذين يصلون من أجله، ويساعدونه بإيمانهم ومحبتهم على إتمام الرسالة الموكلة إليه.

 

وبعد الاحتفال بالذبيحة الإلهية أطل البابا من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة افرحي يا ملكة السماء. قال البابا ما نزال نعيش في هذا الأحد زمن الفصح المجيد، ونتذكر أن الله الخالق، من خلال إقامته يسوع المسيح من بين الأموات أتم عمل الخلق، إذ أبصرت النور "بشرية" جديدة تكون رائدة لعالم جديد وزمن جديد. يُمكن اختصار هذا المفهوم بكلمتين اثنتين قالهما يسوع لتلاميذه بعد قيامته من بين الأموات "السلام عليكم".

السلام هو الهبة التي تركها المسيح لأصدقائه ومن خلالهم لجميع البشر وللشعوب كافة. فالمسيح لم يترك لنا "سلاما" كما يفهمه العالم، يرتكز إلى توازن القوى، بل ترك لنا واقعاً جديداً، ثمرة محبة الله ورحمته. إنه السلام الذي دفع يسوع المسيح ثمنه بدمه، ويعطيه لجميع الأشخاص الذين يضعون ثقتهم به. 

وفي ختام كلمته قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء، شكر البابا مجدداً جميع الأشخاص الذين شاركوا في القداس الإلهي احتفالاً بعيد ميلاده الثمانين، وأوكل الجميع إلى شفاعة العذراء مريم أم المراحم، والدة يسوع المسيح، الذي هو تجسد للرحمة الإلهية. وقال: فلنترك روحه يجددنا كيما نساهم في بناء السلام في العالم. هذا ثم وجه البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم، ثم تمنى للكل أحداً سعيداً.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.