2007-04-13 16:31:20

تقديم كتاب "يسوع الناصري" لجوزيف راتزينغير- بندكتس السادس عشر


تم عصر اليوم الجمعة في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي تقديم كتاب "يسوع الناصري" لجوزيف راتزينغير- البابا بندكتس السادس عشر، الصادر عن دار ريتسولي (الإيطالية) للنشر. يقع الكتاب في 448 صفحة وسيُباع في المكتبات ابتداء من يوم الاثنين المقبل 16 من أبريل نيسان، المصادف والعيد الثمانين لميلاد الحبر الأعظم.

يشكل الكتاب الجزء الأول من عمل سبقته "مسيرة داخلية طويلة"، كما يؤكد الكاتب نفسه، ويعكس بحثَ جوزيف راتزينغر الشخصي عن "وجه الرب". الهدف الرئيس من الكتاب الذي يأمل البابا، وفي الجزء الثاني منه، "الكلام عن طفولة يسوع وسر آلامه وموته وقيامته" هو "مساعدة القارئ على تنمية علاقة حية" مع يسوع المسيح. كتاب "يسوع الناصري" هو كتاب راعوي بالدرجة الأولى، ولكنه في الآن معا عملُ لاهوتيٍ دقيق يبرّر كل إثبات يقدّمه مستندًا إلى قاعدةِ معرفةٍ عميقة بالنصوص المقدسة والنقد الأدبي. فبالنسبة لبندكتس السادس عشر، توجد في النص البيبلي كل العناصر للتأكيد على أنّ يسوع المسيح الشخصية التاريخية هو حقيقةً ابن الله الذي أتى إلى الأرض لإنقاذ البشرية. وصفحة تلو صفحة، يقود الكتاب القارئ ـ مؤمنًا وغير مؤمن ـ في مغامرة ثقافية جذابة.

وبالإرتكاز للوحدة العميقة بين العهدين القديم والجديد يقدّم جوزيف راتزينغر يسوع في الأناجيل كَـ"موسى جديد" يتمم انتظارات إسرائيل القديمة. وينبغي على موسى الجديد والحقيقي أن يقود شعب الله إلى الحرية الحقيقية والنهائية. ويقوم الكاتب بذلك من خلال خطوات متلاحقة يُستَشف دوما من خلالها تدبير الله الكامل. فعماد يسوع في الأردن "هو قبول الموت عن خطايا البشرية"، كما أن الصوت النازل من السماء "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت"، هو "إعلان مسبق للقيامة".والخروج نحو "أرض الميعاد" الحقيقية، نحو الحرية الحقّة، يتطلب اتباع المسيح. والكلام مع الله والإصغاء إليه عنصر أساسي في حياة الإنسان. ولهذا يكرس بندكتس السادس عشر فصلاً كاملاً من كتابه "يسوع الناصري" للصلاة، شارحًا "صلاة الأبانا" التي علّمنا إياها يسوع نفسه.

ولجعل فحوى رسالته أكثر فهمًا، يقول الكاتب إن يسوع قد استخدم الأمثال، فقرّب الحقائقَ التي رغب بنقلها إلى قدرة المصغي على الفهم والإدراك، وذلك من خلال المشابهة مع الحقائق التي كان يعرفها جيدا. وإلى جانب الإنسان المؤمن الذي يسعى إلى شرح السر الإلهي، وإلى جانب اللاهوتي المثقف، يَظهر في الكتاب أيضا الراعي الذي يتمكّن حقا "من مساعدة القارئ على تنمية علاقة حية" مع يسوع المسيح، مشركا إياه تقريبًا، وبشكل تدريجي، في صداقته الشخصية مع الرب. ومن هذا المنظور، لا يهاب الحبر الأعظم إدانةَ عالم يخاطر بتدمير نفسه بنفسه في البحث الأناني عن الخير المادي فقط، مبعدًا الله عنه ومتمسكا بالحقائق المنظورة والمادية لا غير.








All the contents on this site are copyrighted ©.