2007-04-05 15:37:07

خميس الأسرار: وقفة تأملية حول كلمة الحياة


قبل عيد الفصح، كان يسوع يعلَم بأن قد أتت ساعة انتقاله عن هذا العالم إلى أبيه، وكان قد أحب خاصته الذين في العالم، فبلغ به الحب لهم إلى أقصى حدوده. وفي أثناء العشاء، وقد ألقى إبليس في قلب يهوذا بن سمعان الإسخريوطي أن يسلمه، وكان يسوع يعلَم أن الآب جعل في يديه كل شيء، وأنه جاء من لدن الله، وإلى الله يمضي، فقام عن العشاء فخلع ثيابه، وأخذ منديلا فائتزر به، ثم صب ماء في مطهرة وأخذ يغسل أقدام التلاميذ، ويمسحها بالمنديل الذي ائتزر به. فجاء إلى سمعان بطرس فقال له: "أأنت يا رب تغسل قدميّ؟" فأجابه يسوع: "ما أنا فاعل، أنت لا تعرفه الآن، ولكنك ستدركه بعد حين". قال له بطرس: "لن تغسل قدميّ أبدا". أجابه يسوع: "إذا لم أغسلك فلا نصيب لك معي". فقال له سمعان بطرس: "يارب، لا قدميّ فقط بل يديّ ورأسي أيضا". قال له يسوع: "من استحم لا يحتاج إلى غسل، بل هو كله طاهر. وأنتم ايضا أطهار، ولكن لا جميعكم". فقد كان يعرف من سيسلمه، ولذلك قال: لستم جميعكم أطهارا. فلما غسل أقدامهم لبس ثيابه وعاد إلى المائدة فقال لهم: "أتفهمون ما صنعت إليكم؟ أنتم تدعونني "المعلم والرب" وأصبتم فيما تقولون، فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الرب والمعلم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض. فقد جعلت لكم من نفسي قدوة لتصنعوا أنتم أيضا ما صنعت إليكم.      (يوحنا13/1-15)

 

نشيد

 

ماذا أردّ إلى الرب عن كل ما أحسن به إليّ؟

أرفع كأس الخلاص وأدع باسم الرب.

يشقّ على الرب موت أصفيائه.

آهِ يا رب، فإني عبدُك عبدُك وابنُ أمتك.

لقد حللتَ قيودي

فلك أذبح ذبيحة الحمد وباسم الرب أدعو.

أوفي نذوري للرب أمام كل شعبه

في ديار بيت الرب في وسطك يا أورشليم. هللويا.

(مزمور 115/ 12-13. 15-19)

 

صلاة

 

أيها المسيح إلهُنا كلمةُ الله الأزلي، صرتَ إنسانا سويا لتنقذ بني البشر، غسلتَ أقدام تلاميذك لتعلمنا التواضع، أكلتَ حمل الفصح معهم لتصبح أنت فصحَنا وحملَنا، فنأكلَ جسدك ونشربَ دمك ونطهُرَ بذبيحتك ونخلُصَ بموتك ونقومَ بقيامتك، فنشكرَك ونحمدَك ونمجدَك، ونسألَك في ذكرى فصحك المجيد أن تغسلَ نفوسنا من أدرانها وتُضرمَ قلوبنا بنار حبك، فندخلَ نعيمك ونحظى برؤيتك، ونسبحَك وأباك وروحَك القدوس، مدى الأبد. آمين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.