2007-04-05 16:23:59

البابا يحتفل بقداس تبريك الزيوت صباح خميس الأسرار: نسأل الرب أن يلبسنا حلة المحبة كيلا ننتمي إلى الظلمات


احتفل قداسة البابا صباح خميس الأسرار بقداس تبريك الزيوت في البازيليك الفاتيكانية، وألقى عظة استهلها متحدثا عن الكاتب الروسي ليون تولستوي الذي يُخبر في إحدى قصصه القصيرة قصة ملك متسلط طلب إلى حكمائه أن يُظهروا له الله كيما يتمكن من رؤيته، ولكنهم لم يكونوا قادرين على تحقيق رغبته. وإذ ذاك، تابع البابا يقول، عرض راع كان عائدا لتوه من الحقول القيام بهذه المهمة، فقال للملك: "كيما أستطيع الإجابة على سؤالك يتعين علينا أن نتبادل اللباس." وبتردد حرّكته الفضولية وافق الحاكم فأعطى لباسه الملوكي للراعي ولبس ثوب الرجل الفقير. وهكذا جاء الجواب:"هذا ما يفعله الله". وبالفعل، "فإن ابن الله، تجرّد من ذاته متّخذا صورة العبد وصار على مثال البشر... فوضع نفسه وأطاع حتى الموت على الصليب."وأضاف البابا مذكّرا بكلمات القديس بولس إلى أهل غلاطية حول المعمودية، حين قال:"فإنّكم وقد اعتمدتم جميعًا في المسيح، قد لبستم المسيح"، وإلى أهل أفسس قائلا:"عليكم أن تخلعوا الإنسان القديم الذي فيكم... وتلبسوا الإنسان الجديد الذي خُلق على صورة الله في البِرِّ وقداسة الحق... ولذلك كُفّوا عن الكذب وليصدُق كلٌّ منكم قريبه، فإننا أعضاءٌ بعضُنا لبعض. وإذا غضبتم فلا تُخطئوا..."

وتابع البابا رابطا المعمودية بالسيامة الكهنوتية فقال: كما في المعمودية، يُعطى "تبدّل في اللباس" وتحوّل في المصير وشركة حياة جديدة مع المسيح، هكذا أيضا في الكهنوت، إذ إن الكاهن، وبممارسته الأسرار، يتصرف ويتكلم "في شخص المسيح". وفي الأسرار المقدسة، لا يمثل الكاهن ذاته ولا يتكلم معبرًا عن نفسه، إنما يتكلم باسم الآخر، باسم المسيح. وكما يقول رسول الأمم في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس "لقد مات من أجلهم جميعًا كيلا يحيا الأحياءُ من بعد لأنفسهم، بل للذي مات وقام من أجلهم."وتابع الأب الأقدس قائلا: بلباس النور الذي منحنا إياه المسيح في المعمودية، وبطريقة جديدة في السيامة الكهنوتية، نستطيع أن نفكّر بحلّة العرس التي يتحدّث عنها في مثل وليمة الملك. ويقول متى الإنجيلي إن الملك دخل لينظرَ المدعويينَ، فرأى رجلا ليس عليه بِزَّةُ العرس، فتمّ إلقاؤه في الظلمة البرَّانية التي وبحسب القديس غريغوريوس الكبير ليست إلا انعكاسا لعمى القلب. وقال البابا: علينا أن نسأل ذواتنا الآن إذا ما كنا نلبس حلة المحبة. فلنطلب من الرب أن يبعد كل عداء عن نفسنا ويلبسنا حلة المحبة كيما نكون أشخاصا مشعين لا ننتمي إلى الظلمات."








All the contents on this site are copyrighted ©.