2007-03-31 16:22:59

رسالة البابا لمناسبة انعقاد المنتدى الدولي التاسع للشباب في روكا دي بابا "شهود المسيح في عالم العمل"


وجه قداسة البابا رسالة إلى رئيس الأساقفة ستانيسلاو ريلكو رئيس المجلس البابوي للعلمانيين لمناسبة إنعقاد المنتدى الدولي التاسع للشباب في بلدة روكا دي بابا القريبة من روما، من الثامن والعشرين وحتى الحادي والثلاثين من الجاري، وموضوعه هذه السنة "شهود المسيح في عالم العمل".

قال الحبر الأعظم إن الموضوع آني ويأخذ في عين الإعتبار التبدلات التي حصلت خلال السنوات الماضية في حقل الإقتصاد والتكنولوجيا والاتصالات والتي بدّلت بشكل جذري طبيعة سوق العمل وشروطه، وأشار إلى أن الإنجازات التي تحققت، وإنْ قدّمت آمالا جديدة للشباب من جهة أولى، فقد جعلتهم من جهة ثانية، عرضة لأشكال مقلقة من التهميش والاستغلال. وتابع البابا يقول إن مسيرة العولمة حملت معها حاجة التنقل الذي يجبر أعدادا كبيرة من الشباب على الهجرة والعيش بعيدا عن موطنهم الأصلي وعائلاتهم، ما يولّد في نفوس كثيرين منهم شعورا بعدم الأمان وشكوكا حول القدرة في تنفيذ مشروع مستقبلي والإلتزام بالزواج وتأسيس عائلة. وأكد الأب الأقدس أنها مشاكل معقدة ودقيقة يجب مواجهتها عبر النظر إلى الواقع والإستناد إلى العقيدة الاجتماعية التي يعرضها بطريقة ملائمة تعليم الكنيسة الكاثوليكية وملخص العقيدة الاجتماعية للكنيسة.

وأشار البابا إلى أن الكنيسة قد سلطت انتباهها بشكل متواصل على القضية الاجتماعية سيما عالم العمل، وأضاف: يكفي التذكير بالرسالة العامة "العمل البشري" التي أصدرها سلفي الحبيب البابا يوحنا بولس الثاني لخمسة وعشرين عاما خلا، وتحديدا في الرابع عشر من أيلول سبتمبر عام 1981، والتي تذكّر بما قاله البابوان لاوون الثالث عشر وبيوس الحادي عشر. وأكد بندكتس السادس عشر أن كل عمل بشري ينبغي أن يشكل فرصة ومكانا لنمو الأفراد والمجتمع، لنمو "المواهب" الشخصية الواجب تقييمها ووضعها في خدمة الخير العام، بروح من العدالة والتضامن. وأضاف: "ينبغي أن يشكل بناء ملكوت الله، بالنسبة للمؤمنين، غاية العمل الأخيرة."

وتمنى البابا أن يشكل المنتدى الدولي للشباب مناسبة مثمرة للنمو الروحي والكنسي، بفضل تقاسم الشهادات والخبرات، والصلاة المشتركة. فاليوم، وأكثر من أي وقت مضى، قال الأب الأقدس، ينبغي أن نعلن "إنجيل العمل" ونعيش كمسيحيين في عالم العمل ونصبح رسلا بين العمّال. ولإتمام هذه الرسالة، يجب أن نبقى متّحدين بالمسيح من خلال الصلاة والحياة الأسرارية واعتبار الأحد يوما مكرسا للرب. وإذ أشجع الشباب على عدم الإستسلام أمام المصاعب، أضاف البابا يقول، أدعوهم للقاء يوم الأحد المقبل في ساحة القديس بطرس حيث سيُحتفل بعيد الشعانين واليوم العالمي الثاني والعشرين للشباب (على صعيد أبرشي) والذي يشكل المرحلة الأخيرة من الإستعداد لليوم العالمي للشبيبة المرتقب في سيدني أستراليا العام القادم.وذكّر الأب الأقدس في ختام رسالته إلى الشباب المجتمعين في روكّا دي بابا بما قاله في رسالته لهذا اليوم العالمي متمنيا أن ينعش اللقاء في الشباب الثقة بالحب الحقيقي، الأمين والقوي، الحب الذي يولّد السلام والفرح ويربط الأشخاص ويجعلهم يشعرون بأنهم أحرارا عبر الإحترام المتبادل، وقادرين على تنمية طاقاتهم الخاصة.








All the contents on this site are copyrighted ©.