2007-03-28 16:00:18

البابا في مقابلته العامة: التقليد الرسولي عام وواحد وروحي


وسط عاصفة تصفيق آلاف المؤمنين والحجاج الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان صباح اليوم الأربعاء، بدأ البابا بندكتوس الـ16 مقابلته العامة المعتادة بالكلام على آباء الكنيسة الأولى وتحدث عن القديس إيريناوس الذي ولد في مدينة إزمير بتركيا الحالية في القرن الثاني الميلادي وكان تلميذا لبوليكربوس الأسقف الذي عَرَفَ بدوره القديس يوحنا الرسول والإنجيلي.

انتقل إلى بلاد الغول بفرنسا حيث انضم إلى مجمع الكهنة في مدينة ليون ثم ذهب في مهمة رسولية إلى روما أنقذته من اضطهاد الإمبراطور مارك أوريليوس. وعقب عودته إلى ليون وعلى أثر استشهاد أسقفها المطران بوتان انتخب إيريناوس أسقفا عليها وبذل ذاته وكل طاقاته في خدمتها حتى وفاته ربما مستشهدا حول العام 203 الميلادي.

ثم انتقل البابا للتكلم على مزايا إيريناوس وفكره العقائدي وقال إنه رجل إيمان وراعٍ مِقدام دافع عن العقيدة المسيحية الحقة ضد هرطقات العصر آنذاك والغنوصية تحديدا. ويعتبر بحق أول لاهوتي في الكنيسة عرض وفنّد بوضوح تام الحقائق الإيمانية. فكرامة الإنسان حسب القديس إيريناوس  راسخة الجذور في الخليقة على صورة المسيح وفي عمل تقديس الروح القدس الدائم.

وتابع البابا يقول إن تعليم إيريناوس العقائدي يتمحور بشكل خاص حول قاعدة الإيمان التي تتطابق وقانون إيمان الرسل والإنجيل الذي به بشروا ونقلوه بأمانة وباستمرار إلى الأساقفة وإلى خلفائهم.

وهكذا يلخص إيريناوس مفهوم التقليد الرسولي بثلاث نقاط: التقليد الرسولي عام وليس خاصا لأن محتوى الإيمان الذي تنقله وتعلمه الكنيسة، من المسيح والرسل قد أخذ؛ التقليد الرسولي واحد وفريد بمحتواه الأساسي رغم تنوع اللغات والثقافات؛ وأخيرا التقليد الرسولي روحي أي أنه يسير بهدي الروح القدس الذي يبقي على نضارة وصبا الكنيسة بتنوع غنى مواهبها.

وفي ختام تعليمه تلا البابا صلاة الأبانا والتبشير الملائكي وحيا المؤمنين والحجاج بلغات عدة ووجه إلى الناطقين بالإيطالية كلمة وجيزة شجع فيها الشبيبة على الإجابة بكرم على دعوة الله الخاصة بكل واحد منهم، وطلب من عذراء الناصرة والجلجلة أن تعضد المرضى الحاضرين ومن خلالهم كل سقماء العالم، ودعا الأزواج الجدد للأمانة في مسيرة الحب اليومية. ومن ثم منح الجميع بركته الرسولية متمنيا لهم يوما مباركا.








All the contents on this site are copyrighted ©.