2007-03-22 16:26:58

البابا يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي لراعوية الصحة: الإفخارستية تعزّي المرضى وتضع في نفوسهم نورا داخليا ليعيشوا ـ بإيمان ورجاء ـ حالة المرض والألم


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس في الفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي لراعوية الصحة، ووجه إليهم كلمة ضمنها تحية وشكرا لجميع الملتزمين في هذا الحقل الراعوي، خاصا بالذكر الكردينال خافيير لوزانو بارّغان رئيس هذا المجلس الحبري.

وأشار الأب الأقدس إلى أن الأعمال لم تُخصص لمناقشة موضوع معيّن، بل لتقييم البرامج الموضوعة سابقا وتحديد الأهداف المستقبلية، وأكد أن راعوية الصحة هي بيئة إنجيلية نموذجية تذكّرنا بعمل يسوع، السامري الصالح. فحينما كان يعبر قرى فلسطين معلنا البشرى السارة لملكوت الله، كان يسوع يصحب التبشير بشفاء جميع الذين كانوا سجناء أي مرض أو عاهة.

فصحة الإنسان، كل إنسان، أضاف البابا يقول، كانت علامة اختارها المسيح مسبقا لإظهار قرب الله ومحبته الرحيمة التي تشفي الروح والنفس والجسد. ودعا قداسته الجميع إلى جعل اتباع المسيح الذي تصفه الإناجيل "بالطبيب" الإلهي، وعلى الدوام، المرجع الرئيس لكل مبادرة يقومون بها، وأشار إلى أن هذه الرؤية الإنجيلية هي التي تقيّم المبدأ الأدبي الطبيعي لواجب الإعتناء بالمرضى، وذلك على أساس الدفاع عن كل حياة بشرية، وفقا للصعوبات التي تواجهها وإمكانياتنا الملموسة في تقديم يد المساعدة.

وأكد الأب الأقدس في كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي لراعوية الصحة أن إغاثة الكائن البشري هو واجب للإجابة على حق أساسي للإنسان ولأن الاعتناء بالأفراد يصب في مصلحة الجماعة. وأشار البابا إلى أن المفهوم المعاصر للعناية الصحية هو الرقي البشري: من الإعتناء بالمريض إلى المعالجة الوقائية مع البحث عن النمو الإنساني من خلال تعزيز بيئة عائلية واجتماعية ملائمة.

وأكد البابا أيضا أن هذه الرؤية الأدبية المرتكزة إلى كرامة الشخص البشري وحقوقه وواجباته الأساسية المرتبطة بها، تؤكد عليها وتدعمها وصيةُ المحبة التي هي مركز الرسالة المسيحية. فالعاملون المسيحيون في راعوية الصحة، يدركون جيدا وجود رباط وثيق لا يُفصم عراه بين نوعية الخدمة المهنية وفضيلة المحبة التي يدعونا المسيح إليها: فمن خلال إتمام عملهم بطريقة جيدة يقدّمون للأشخاص الشهادة على محبة الله.

ومذكّرا برسالته العامة "الله محبة" وبالإرشاد الرسولي ـ ما بعد سينودس الأساقفة "سر المحبة" قال الأب الأقدس: من الإفخارستية تستطيع راعوية الصحة وباستمرار انتهالَ القوة لإغاثة الإنسان وتنميته وفقا لكرامته الخاصة. وفي المستشفيات والمصحات، تشكل الكنيسة القلب النابض حيث يقدم يسوع ذاته للآب السماوي من أجل حياة البشرية. والإفخارستية هي الطاقة الحيوية التي تعزّي المرضى وتضع في نفوسهم نورا داخليا ليعيشوا ـ بإيمان ورجاء ـ حالة المرض والألم. وفي ختام كلمته إلى المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس البابوي لراعوية الصحة، منح قداسة البابا الجميع بركته الرسولية وأوكلهم إلى حماية مريم القديسة، شفاء المرضى.

هذا واستقبل البابا صباح الخميس المجموعة الأولى من أساقفة إقليم سردينيا بإيطاليا في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.