2007-03-18 14:33:14

الفرح والإيمان المسيحي ينبعان من الإفخارستية: كلمات البابا قبل صلاة التبشير الملائكي

الأب الأقدس يزور سجن القاصرين في كازال ديل مارمو في روما


كعادته ظهر كل أحد، أطل قداسة البابا من نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان ليتلو مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي بعد أن زار صباحا سجن القاصرين في حي كازال ديل مارمو بروما. قال الحبر الأعظم: "إنه الأحد الرابع في زمن الصوم، وتدعونا ليتورجية اليوم إلى الابتهاج لأن الفصح بات قريبا، يوم انتصار المسيح على الخطيئة والموت." وأضاف البابا أن الإفخارستية تغذي في مؤمني كل زمان ذاك الفرح العميق الذي يصبح واحدا مع الحب والسلام، ومصدره الشركة مع الله والإخوة. وتطرق قداسته من ثم إلى الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس بعنوان "سر المحبة" والذي صدر الثلاثاء الماضي، وقال إن موضوعه يتمحور حول الإفخارستية، ينبوع وذروة حياة الكنيسة ورسالتها، مشيرًا إلى أنه أعده جامعا ثمار أعمال الجمعية العامة الحادية عشرة لسينودس الأساقفة الذي عُقد في الفاتيكان خلال شهر تشرين الأول أكتوبر 2005. وأضاف البابا يقول إن هذا الإرشاد الرسولي هو تعبير إيمان الكنيسة الجامعة بسر الإفخارستية، ويشكل استمرارا للمجمع الفاتيكاني الثاني وتعليم الحبرين الأعظمين بولس السادس ويوحنا بولس الثاني. وقد أردتُ في هذه الوثيقة، أضاف البابا يقول، تسليط الضوء على ارتباطها بالرسالة العامة "الله محبة"، ولذلك اخترت لها عنوان:"سر المحبة". ففي الإفخارستية، قال الأب الأقدس، أراد المسيح أن يقدم لنا محبته التي دفعته إلى بذل حياته على الصليب من أجلنا. وفي العشاء الأخير، وحينما غسل أرجل تلاميذه، ترك لنا يسوع وصية المحبة قائلا:" فليحبَّ بعضُكم بعضا وليكن حبُّ بعضكم لبعض كما أنا أحببتكم".وعندما نتغذى بإيمان من جسد المسيح ودمه، ينتقل حبه إلينا ويجعلنا قادرين بدورنا على أن نبذل نفوسنا في سبيل إخوتنا، ومن هنا ينبع الفرح المسيحي، فرح المحبة. وفي ختام كلمته قال البابا إن مريم هي "المرأة الإفخارستية"، وإلى جانبها، وضع الله القديس يوسف الذي نحتفل غدا بعيده، وأطلب شفاعته كيما تجتاح محبة المسيح شعب الله وتفيض ثمار الفرح والسلام على البشرية جمعاء.

هذا وكان قداسة البابا بندكتس السادس عشر قد زار صباحا سجن القاصرين في حي كازال ديل مارمو في روما، حيث احتفل بالقداس الإلهي بحضور شخصيات سياسية وكنسية، من بينها وزير العدل الإيطالي كليمنتي ماستيلا. ألقى الأب الأقدس عظة تمحورت حول مثل الإبن الضال، وقال إن المسيح ينيرنا بتعليمه في ليتورجية الكلمة ويقوتنا بجسده ودمه في الإفخارستية والمناولة، فيعلمنا هكذا أن نحب، طارحا سؤالا على مسامع الجميع قائلا: ما هو سر الحب، سر الحياة؟ ليتوقف من ثم عند إنجيل هذا الأحد حول مثل الإبن الضال، مؤكدا أنه يساعدنا على فهم حقيقة الله. فهو الأب الرحيم، وفي يسوع، أحبنا حبا لا يعرف أية حدود. والأخطاء التي نرتكبها، وإن كانت كبيرة، لا تطعن في أمانة حبه. ففي سر التوبة، يستقبلنا ويُعيد إلينا كرامة أن نكون أبناءه. ودعا البابا إلى إعادة اكتشاف سر الغفران، مؤكدا أن مثل الإبن الضال يساعدنا أيضا على فهم ماهية الإنسان: خليقة طبع الله صورته فيها، وخليقة ضعيفة معرضة للشر وقادرة على الخير. نستطيع القول إن الحرية هي مقفز للغطس في البحر اللامتناهي للصلاح الإلهي، ولكنها قد تصبح طبقة مائلة ننزلق بسببها إلى هوة الخطيئة والشر، فنفقد الحرية وكرامتنا! وختم البابا عظته قائلا إن الكنيسة وفي زمن الصوم، تساعدنا على القيام بهذه المسيرة الداخلية وتدعونا للتوبة التي وقبل أن تكون جهدا لتبديل تصرفاتنا، هي فرصة كي نقرر، وعلى غرار الإبن الضال، أن "ننهض وننطلق"، أن نترك الخطيئة ونختار العودة إلى الله. وكل مرة نشارك في الإفخارستية، ينبوع ومدرسة الحب، نصبح قادرين على عيش هذا الحب وإعلانه والشهادة له في حياتنا اليومية. وعلينا أن نعود إلى يسوع، كما فعل الإبن الضال عائدا إلى أبيه، وألا نتصرف بأنانية مثل الإبن الأكبر الذي يدين الآخرين ببساطة ويوصد باب قلبه على الفهم ومسامحة الإخوة، وينسى بأنه يحتاج بدوره إلى الغفران.








All the contents on this site are copyrighted ©.