2007-02-18 12:18:22

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتوقف عند دعوة المسيح لتلاميذه "أحبوا أعداءكم"


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهراً عندما أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. قال البابا: يدعونا يسوع المسيح في إنجيل هذا الأحد إلى أن نحب أعداءنا (لوقا 6، 27). أعطى الرب تلاميذه هذه الوصية في الجليل طالباً إليهم أن يقتدوا بمثله. لكن ما هو معنى هذه الدعوة؟ ولماذا يطلب إلينا يسوع أن نحب أعداءنا؟ لماذا يريد منا "محبة تفوق القدرات البشرية"؟ في الحقيقية، إن طلب يسوع واقعي في عالم فيه "الكثير" من العنف والظلم، ولمواجهة هذا الوضع يحتاج عالمنا إلى مزيد من المحبة والطبية. إن رحمة الله التي تجسدت في يسوع المسيح وحدها قادرة على حمل العالم من الشر إلى الخير، انطلاقاً من قلب الإنسان.

إن يسوع المسيح لا يدعونا إلى الاستسلام للشر، كما يعتقد من يفسرون خطأً الآية "من ضربك على خدك فاعرض له الآخر"، لكنه يريدنا أن نرد على الشر بالخير، لننتصر بذلك على الظلم. فالمؤمن المسيحي الذي يعي عظمة محبة الله وقوته، لا يخشى مواجهة الشر بسلاح المحبة والحقيقة. فمحبة العدو ـ تابع البابا يقول ـ تشكل نواة "الثورة المسيحية" التي لا ترتكز إلى إستراتيجية السلطة الاقتصادية، السياسية والإعلامية. فالثورة المسيحية هي ثورة المحبة التي لا تعتمد على الموارد البشرية لأنها عطية من عند الله.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، إن جميع المسيحيين مدعوون ـ خلال زمن الصوم الذي يبدأ الأربعاء المقبل ـ للارتداد إلى محبة المسيح. ولنطلب إلى العذراء مريم، تلميذة المخلص الوديعة، أن تساعدنا على الاستسلام بالكامل لمحبة الله، لنحب كما أحبنا هو، ولنكون رحماء كما أن أبانا رحيم.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا نداء من أجل السلام في غينيا، حيث حصدت أعمال العنف ضحايا كثيرة في الآونة الأخيرة، داعياً إلى احترام كامل للحقوق الإنسانية والمدنية. وقال الحبر الأعظم إنه يصلي كيما يختار الجميع طريق الحوار للخروج من الأزمة الراهنة. هذا ثم وجه البابا تحياته بلغات عدة لوفود الحجاج والمؤمنين وتمنى للكل أحداً سعيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.