2007-02-11 14:47:35

إنجيل الأحد: وقفة تأملية حول كلمة الحياة


 

ثم نزل يسوع معهم فوقف في مكان منبسط، وهناك جماعة كثيرة من تلاميذه، وحشد كبير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيدا، ولقد جاؤوا ليسمعوه ويُبرأوا من أمراضهم.

ورفع عينيه نحو تلاميذه وقال:

"طوبى لكم أيها الفقراء، فإن لكم ملكوت الله.

طوبى لكم أيها الجائعون الآن، فسوف تشبعون.

طوبى لكم أيها الباكون الآن، فسوف تضحكون.

طوبى لكم إذا أبغضكم الناس ورذلوكم وشتموا اسمك ونبذوه على أنه عار من أجل ابن الإنسان. افرحوا في ذلك اليوم واهتزّوا طربا، فها أجركم في السماء عظيم، فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء.

لكن الويل لكم أيها الأغنياء، فقد نلتم أجركم.

الويل لكم أيها الشِبّاع الآن، فسوف تجوعون.

الويل لكم أيها الضاحكون الآن، فسوف تحزنون وتبكون.

الويل لكم إذا مدحكم جميع الناس، فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء الكذابين.

(لوقا 6/ 17. 20-26)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النزينزي (+390)

واجب المحبة

 

احترموا فوق كل شيء وصية المحبة... فما هذه الوصية؟ انظروا بأي إلحاح وبأي إخلاص أعطانا الله هذه الوصية. إن كُتّاب الوحي لم يكلمونا مرة أو مرتين عن المسكين بلسان الروح القدس، ولم يكلمنا عنها بعضهم فقط دون سواهم، أو تكلم بعضهم أكثر وآخرون أقل، كأن الأمر ليس من الأهمية بمكان، بل كلهم تكلموا. وكل منهم قد تكلم بحماسة، هي أول ما توجّهوا به إلى مستمعيهم، تارة بالتشجيع وطورا بالتهديد، مرة بالتوبيخ أو بالمديح لمن يمارسونها؛ وكأن مرادهم من ترديد هذا الكلام دوامَ المحافظة على هذه الوصية.

يقول الرب: "إني بسبب بؤس المساكين وأنين الفقراء أريد الآن أن أقوم!" ومن لا يرهب الرب إذا قام؟ ويقول الكتاب: "من يرحم الفقير يُقرضِ الله". فمن لا يرضى بمثل هذا المُدِين الذي يدفع الدَين في وقته مع ربحه؟ ويقول أيضا: "طوبى للرحماء فإنهم يرحمون"، "طوبى لمن يشفق على الفقير"، " طيب هو الإنسان الذي يرحم ويُقرض"، "البارّ يرحم كل يوم ويقرض": فلنستحق أن ندعى رحماء مشفقين. لا تقل للفقير: عدْ غدا فأعطيك. لا تجعل مسافة بين قرار العطاء وتنفيذه. المحبة وحدها لا تقبل التسويف. "إكسِر خبزك للجائع، وأنزلِ المساكين واللاجئين في بيتك"، وافعل ذلك بطيبة خاطر لأن الكتاب يقول: "من يمارس المحبة فليمارسْها بفرح".








All the contents on this site are copyrighted ©.