2007-02-05 13:31:59

إنجيل الأحد: وقفة تأملية حول كلمة الحياة


وازدحم الجمع عليه (يسوع) لسماع كلمة الله، وهو قائم على شاطئ بحيرة جنّاسرت. فرأى سفينتين راسيتين عند الشاطئ، وقد نزل منهما الصيادون يغسلون الشباك. فصعد يسوع إلى إحدى السفينتين وكانت لسمعان، فسأله أن يبعد قليلا عن البرّ. ثم جلس يعلّم الجموع من السفينة.

ولما فرغ من كلامه، قال لسمعان: "سِرْ في العرض، وأرسلوا سباككم للصيد". فأجاب سمعان: "يا معلم، تعبنا طوال الليل ولم نصب شيئا، ولكني أرسل الشباك بناء على قولك". وفعلوا فأصابوا من السمك شيئا كثيرا جدا، وكادت شباكهم تتمزق. فأشاروا إلى شركائهم في الشفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم. فأتوا وملأوا كِلْتا السفينتين حتى كادتا تغرقان. فلما رأى سمعان بطرس ذلك، ارتمى عند ركبتي يسوع وقال: "يا رب تباعد عني إني رجل خاطئ". وكان الرعب قد استولى عليه وعلى أصحابه كلهم، لكثرة السمك الذي صادوه. ومثلهم يعقوب ويوحنا ابنا زبدى، وكانا شريكي سمعان. فقال يسوع لسمعان: "لا تخف! ستكون بعد اليوم للناس صيادا". فرجعوا بالسفينتين إلى البر وتركوا كل شيء وتبعوه. (لوقا 5/1-11)

 

قراءة من القديس غريغوريوس الكبير (+604)

 

أنتم أيضا، إذا شئتم، يمكنكم أن تستحقوا اسم رسول. في الحقيقة، كل واحد منكم، إذا أفرغ جهده، وبمقدار ما أوتي من إلهام سماوي، ليجنّب قريبه الشر ويرده إلى الخير، وإذا ذكّر الضال بالملكوت والعذاب اللذين ينتظرانه في الأبدية، كان حقا رسول الكلمة ليسوع! ولا يقولنَّ قائل: أنا لا أقدر أن أعلّم الآخرين أو أن أعظهم! إعملْ ما استطعتَ، لئلا تقاضى على وزنة أُعطيتَها فاحتفظت بها على غير حق، مثلُ ذلك الذي لم يُعطَ إلا وزنة واحدة، وفضّل أن يخبأها بدل أن يستثمرها!

اجتذبْ معك آخرين، ليكونوا لك رفاق الطريق الموصلة إلى الله. إذا كنت في طريقك إلى الساحة أو إلى المسبح ولقيتَ بعض البطالين فادعهم إلى مرافقتك، لأن أعمالك الأرضية نفسها تساعد على أن توحدك والآخرين. وهكذا في طريقك إلى الله اجتهد ألا تصل إليه وحدك! على من سمع في قلبه نداء المحبة الإلهية، أن يُسمع قريبه كلمة مشجعة!

قد لا يكون لديك خبز تتصدق به على معوز. ولكنَّ من له لسان، بوسعه أن يعطي أفضل من الخبز، لأن من يقوت بالكلمة نفسا معدة لحياة أبدية أفضل ممن يقوت بخبز أرضي جسدا صائرا إلى الموت! فاحذرْ أن تحرم قريبك صدقة الكلمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.