2007-01-28 12:41:44

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يوجه نداء من أجل السلام في لبنان وقطاع غزة


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهراً عندما أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. قال البابا: نحتفل هذا الأحد بعيد القديس توما الأكويني، ملفان الكنيسة الكبير. يعلمنا هذا الفيلسوف واللاهوتي أن الإيمان والعقل ليسا على طرفي نقيض إنما يتلاقيان بواسطة الحوار. ويقول القديس توما الأكويني إن العقل البشري يتحرك في أفق واسع، لكن عندما تصبح المادة شغلنا الشاغل وتبعدنا عن نفسنا وعن الله يُفقر العقل الإنسان. والعلاقة بين الإيمان والعقل باتت اليوم تحدياً جاداً في وجه الثقافات السائدة في العالم الغربي، ولهذا السبب بالذات شاء سلفي الحبيب البابا يوحنا بولس الثاني أن يصدر رسالة عامة بعنوان الإيمان والعقل، وقد تطرقتُ إلى هذه المسألة خلال الخطاب الذي ألقيته في جامعة ريغنسبورغ بألمانيا.

لتطور العلوم تأثيراتٌ إيجابية عديدة، ينبغي الاعتراف بها على الدوام. لكن في الوقت نفسه يجب أن نقول إن الميل لقبول الحقائق التي يمكن إثباتها من خلال التجارب العلمية وحسب، يفرض قيوداً على العقل البشري. من الأهمية بمكان أن نعيد اكتشاف عقلانية بشرية جديدة منفتحة على نور الكلمة الإلهي، الذي تجلى بشخص يسوع المسيح، ابن الله الذي صار إنساناً. فالإيمان المسيحي الأصيل لا يقيد الحرية والعقل البشريين. فالعقل الذي يُنيره الإيمان يحمل الإنسان على الارتقاء نحو معرفة الله والبعد الروحي.

لقد نجح القديس توما الأكويني في إقامة علاقة مثمرة بين الفكرين العربي واليهودي، ولذا كان ـ وما يزال ـ رائداً في الحوار مع باقي الثقافات والأديان. ولنسأل الله أن يتمكن المسيحيون ـ لا سيما العاملين منهم في الحقلين الأكاديمي والثقافي ـ من التعبير عن عقلانية إيمانهم، والشهادة لها في حوار يرتكز إلى المحبة.

وبعد الانتهاء من تلاوة صلاة التبشير الملائكي، قال البابا تحتفل الأسرة الدولية هذا الأحد باليوم العالمي للمصابين بداء البرص، وأود أن أوجه فكري وصلواتي إلى مرضى هذا الداء، وأريد أن أشجع أيضاً العاملين الصحيين والمتطوعين الذين يساعدون المصابين ويعملون على استئصال هذا الداء وهذه الآفة الاجتماعية. ومن بين هؤلاء رجال ونساء كثر ساروا على خطى المسيح، بينهم راول فوليرو والطوباوي داميانو دي فوستر.

 

نداء من أجل السلام في لبنان وقطاع غزة

وبعد أن وجه البابا تحياته الحارة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين، أطلق نداء من أجل السلام في لبنان وقطاع غزة قال فيه:

خلال الأيام الماضية، عادت أعمال العنف لتدمي لبنان. إنه من غير المقبول سلوك هذه الطريق للتعبير عن القناعات السياسية ... أعرف جيداً أن العديد من اللبنانيين يواجهون تجربة فقدان الرجاء ... وأود أن أتبنى الكلمات التي قالها البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مندداً بالمصادمات بين الأخوة. وأضم صوتي إلى صوته وصوت جميع القادة الدينيين سائلاً الله أن يتمكن اللبنانيون من العمل سوياً ليصبح وطنهم بيتاً مشتركاً للجميع، ومن تخطي المواقف الأنانية التي تحول دون الاهتمام بشؤون البلاد (الإرشاد الرسولي: رجاء جديد للبنان). وأحث مجدداً المسيحيين اللبنانيين على تعزيز الحوار الأصيل بين مختلف الجماعات، سائلاً للكل حماية العذراء سيدة لبنان.

وأتمنى أيضاً أن تتوقف، في أسرع وقت ممكن، أعمال العنف في قطاع غزة. وأود أن أعرب للشعب الفلسطيني كله عن قربي الروحي منه، فيما أرفع الصلاة إلى الله كيما تسود لدى الجميع الرغبة في العمل معاً من أجل الخير العام، وكيما تُعتمد الوسائل السلمية لحل الخلافات والتوترات.








All the contents on this site are copyrighted ©.