2007-01-19 16:10:42

قداسة البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير تركيا الجديد لدى الكرسي الرسولي


تسلّم قداسة البابا صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير تركيا الجديد لدى الكرسي الرسولي، معمِّر دوغان أكدور، ووجه إليه كلمة تطرّق فيها إلى زيارته الراعوية لتركيا في ديسمبر كانون الأول الفائت، وقال: "إنه اختبار لا يُنَّسى قادني على خطوات سلفَي بولس السادس ويوحنا بولس الثاني إلى أنقرة، أفسس واسطنبول، وأضاف:"أردتُ التأكيد مجددا، وخلال لقاءاتي المختلفة مع السلطات السياسية، على تجذّر الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع التركي، بفضل الإرث الرائع الذي تركته أولى الجماعات المسيحية في آسيا الصغرى والإسهامِ المتعذّر استبداله الذي قدّمته المجامع المسكونية الأولى إلى الكنيسة الجامعة، إضافة اليوم أيضا إلى وجود الجماعات المسيحية ـ وهي أقلية بالطبع ـ لكنها متعلقة ببلادها وبخير المجتمع، وترغب بتقديم إسهامها في بناء الأمة." ومن خلال التنعم بالحرية الدينية التي يضمنها الدستور التركي لجميع المؤمنين، أضاف البابا، تتمنى الكنيسة الكاثوليكية أن تتمتع بوضع قانوني معترف به وبإقامة حوار رسمي بين مجلس الأساقفة وسلطات الدولة، بهدف تسوية المشاكل المختلفة التي قد تُطرح، إضافة إلى مواصلة العلاقات الجيدة بين الطرفين.

وانتقل قداسته ليتحدث بعدها عن زيارته الراعوية إلى تركيا وقال:"أظهرتُ غير مرة احترام الكنيسة الكاثوليكية للإسلام، وتقدير البابا للمؤمنين المسلمين وبنوع خاص خلال زيارتي المسجد الأزرق في اسطنبول." وفي عالم اليوم، حيث يبدو أن التوترات مُحتدمة، أضاف البابا، فإن الكرسي الرسولي مقتنع بأنه ينبغي على المؤمنين، ومن مختلف الأديان، أن يجهدوا في العمل معا لصالح السلام، بدءا بالتنديد بالعنف الذي غالبا ما استُخدم في الماضي تحت ذريعة مبررات دينية، وأن يتعلّموا التعرّف على بعضهم البعض والإحترام المتبادل بشكل أفضل، لبناء مجتمع أكثر أخوّة على الدوام. وأشار قداسة البابا إلى أن الديانات قادرة أيضا على توحيد جهودهم للعمل من أجل احترام الإنسان المخلوق على صورة الكلي القدرة، وللتعريف بالقيم الأساسية التي تحدّد حياة الأفراد والمجتمعات. وقال الأب الأقدس:"إن الحوار الضروري بين السلطات الدينية على مختلف الأصعدة، يبدأ في حياة كل يوم من خلال التقدير والاحترام المتبادليْن."

وتابع البابا يقول:"كما ذكّرتُ مؤخرا في أنقرة، إن الكرسي الرسولي يعترف بدور تركيا الخاص ووضعها الجغرافي والتاريخي، كجسر بين قارتي آسيا وأوروبا، وكملتقى بين الثقافات والأديان. كما ويقدّر الكرسي الرسولي التزام تركيا في وسط المجتمع الدولي لصالح السلام، سيما عملها من أجل استئناف المفاوضات في منطقة الشرق الأوسط ونشاطها الحالي في لبنان، للمساعدة في إعادة إعمار هذا البلد الذي خرّبته الحرب والسماحِ بحوار بنّاء بين جميع الأطراف التي تكوّن المجتمع اللبناني."وأشار قداسة البابا إلى أن الكرسي الرسولي يتتبّع باهتمام كبير المحادثات والجهود التي التزمت بها الأمم من أجل تسوية أوضاع النزاعات الموروثة من الماضي، وقال قداسته: "لا بدّ من أن تترافق عولمة التبادل مع التزامات سياسية مشتركة على الصعيد العالمي، من أجل ضمان تنمية مستدامة ومنظَّمة لا تستثني أي شخص، وتضمن مستقبلاً متوازنا للأفراد والعائلات والشعوب."

وفي ختام كلمته لسفير تركيا الجديد لدى الكرسي الرسولي، حيا قداسة البابا الجماعات الكاثوليكية في تركيا سيما في أفسس واسطنبول، المدينتين اللتين زارهما مؤخرا، كما شجّع الأساقفة والكهنة كيما تواصل الكنيسة الكاثوليكية في تركيا الشهادة على محبة الله بتواضع وأمانة، وذلك من خلال الحوار مع الجميع، سيما المؤمنين المسلمين، وعبر التزامها أيضا في خدمة الخير العام. كما حيا الأب الأقدس البطريرك برتلماوس الأول والأساقفة وجميع مؤمني الكنيسة الأورثوذكسية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.