2007-01-03 14:14:52

وقفة تأملية في عيد اسم يسوع المسيح القدوس


فإذا كنتم تعلمون أنه بار فاعرفوا أن كل من يعمل البِرّ كان له مولودا.

انظروا أي محبة خصّنا بها الآب لندعى أبناء الله وإننا نحن كذلك. إذ كان العالم لا يعرفنا فلأنه لم يعرفه. أيها الأحباء نحن منذ الآن أبناء الله وما أُظهِرَ بعد ما سنصير إليه. نحن نعلم أننا نصبح عند ظهوره أشباهه لأننا سنراه كما هو. كلّ من كان له هذا الرجاء فيه طهّر نفسه كما أنه هو طاهر. كل من ارتكب الخطيئة ارتكب الإثم لأن الخطيئة هي الإثم. تعلمون أنه قد ظهر ليزيل الخطايا ولا خطيئة له. كل من ثبت فيه لا يخطأ وكل من خطئ لم يره ولا عرفه. (1 يوحنا 2/29- 3/6)

 

قراءة من القديس أغوسطينوس (+430)

فلنتشبّه بيسوع المسيح

 

يا إخوتي الأعزاء، يجب أن نحتفل بعيد الربّ هذا متهللين بالروح لأن كنوز جودة الله فاضت علينا بظهور حنانه، وفي سبيل دعوتنا الأبدية لم نتلقَّ دروس الأمثلة السابقة وحسب، بل ظهرتْ لنا الحقيقة منظورة بجسده. لكلٍّ أنْ يفي ما عليه بحسب اللياقة والمحبة إذا تذكّر لأيّ جسد هو عضو ولأيّ رأس ينتمي لئلا يرتبط بالبناء المقدس بوثاق مرتخٍ.

تأملوا وأمعنوا النظر بنور الروح القدس في منْ استقبلنا فيه واستقبلناه فينا. لأنه كما اتخذ يسوع المسيح جسدنا في ميلاده، هكذا صيّرنا جسدَه في الميلاد الثاني. لهذا نحن أعضاء المسيح وهيكل الروح القدس. وعليه يقول الرسول بولس: "فمجدوا الله إذا بأجسادكم" (1 كور 6/20). فكما أجرى هو فينا صورة جودته واتضاعه هكذا عزّزنا بقوّته كمنقذ بحسب وعده: "تعالوا إليّ جميعا أيها المُرهقون المثـقَلون وأنا أريحكم. احملوا نيري وتتلمذوا لي فإني وديع متواضع القلب، تجدوا الراحة لنفوسكم" (متى 11/28-29). فلنحتمل إذا نيرَ الحقيقة الليّن والخفيف ولنتشبّه باتضاعِ من نريد أن نشبهه في مجده. فإننا بمساعدته وتدبيره ننال مواعيد من يستطيع برحمته الغزيرة أن يبيد خطايانا ويكمّل فينا نعمه: وهو يسوع المسيح ربنا الذي يحيا ويملك إلى جيل الأجيال. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.