2006-12-26 15:43:32

صلاة التبشير الملائكي: البابا يقول إن يوم الاستشهاد هو يوم الولادة ويعبر عن قربه الروحي من الكاثوليك الذين حافظوا على أمانتهم لكرسي بطرس رغم الاضطهادات


أطل البابا بندكتوس الـ16 من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس لمناسبة الأعياد الميلادية صلاة التبشير الملائكي ووجّه لهم كلمة تحدث فيها عن معنى الشهادة في ذكرى شهيد الكنيسة الأول القديس إسطفانوس.

يصدمنا التناقض بين سلام وفرح بيت لحم ومأساة القديس إسطفانوس الذي مات رجما في أورشليم إبان اضطهاد الكنيسة الناشئة الأول. ولكن سرّ الميلاد يتخطى كل التباس وامتعاض، إذ إن الرب يسوع ابن الله الوحيد المولود بالجسد في مغارة بيت لحم، الطفل الملفوف بالأقمطة، هو نفسه الذي لفّ بالكفن بعد صلبه ووضع في القبر. ولا غرو إن صوّرت الأيقونات الميلادية الطفل الإلهي موضوعا في مهدٍ لحدٍ، دلالة على أن الفادي ولد ليموت وولد ليهب الحياة فداء عن الكل. إن اسطفانوس مشى على خطى المسيح يوم استشهاده: مات مثل معلمه الإلهي غافرا ومصليا لراجميه. ولذلك كرمت الكنيسة في القرون الأربعة الأولى قديسيها الذين كانوا بمجملهم شهداء، وسمّتهم الليتورجية "طغمة الشهداء الأنقياء". فموتهم ينفح حياة في مسيحيين جدد، لأن يوم الموت والاستشهاد ليس خاتمة بل بداية انتقال إلى الحياة الخالدة، الميلاد الأبدي، ولأن المسيح ولد، فبإمكاننا أن نولد من جديد. وتكلم البابا على استشهاد مريم العذراء الداخلي وهي تضم بذراعيها الطفل المخلص في مغارة بيت لحم وعندما أنزل ابنها عن الصليب لاحقا. ولذلك أوكل إلى التي ذاقت طعم الفرح والألم معا في حياة ابنها كل المعذَبين والمضطهَدين في سبيل خدمة الإنجيل والشهادة له.

وعبّر عن قربه الروحي من أولئك الكاثوليك الذين حافظوا على أمانتهم وتعلقهم بكرسي بطرس دون استسلام أو تنازلات دفعوا ثمنها عذابات أليمة. وإن الكنيسة لَتثمّن إيمانهم وتصلي لأجل ثباتهم الوطيد وسط المخاض الصعب. ثم تلا الأب الأقدس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان تغمرهم أشعة شمس ساطعة ودافئة وسماء روما الزرقاء، وحيّاهم بلغات مختلفة ثم منحهم بركته الرسولية متمنيا لهم ميلادا مجيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.