2006-12-25 16:09:18

البابا في قداس منتصف ليل عيد الميلاد: الابن الكلمة صار طفلا صغيرا ليعلمنا محبة الصغار والضعفاء واحترام الطفولة


 

"تجدون طفلا مقمطا موضوعا في مذود": لا شيء خارق أو عظيم بشّر به الملائكة الرعاة ليلة الميلاد، جلّ ما في الأمر أن طفلا كسائر الأطفال ولد في حظيرة تلفّه عاطفة أمه مريم، بهذه العبارات استهل البابا بندكتوس الـ16 عظته التي ألقاها أثناء الاحتفال بقداس منتصف الليل في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة عيد الميلاد.

وتابع يقول إن الملاك يدعونا عبر رسالة الإنجيل إلى السير بقلوبنا لمشاهدة طفل المغار المضجع في مذود، ولا تختلف العلامة التي أعطاها الملاك للرعاة عن تلك التي نتلقفها نحن اليوم: علامة الله هي البساطة، هي الطفل نفسه، فالله صار صغيرا ليمكننا من فهمه واستقباله وحبه. والابن الكلمة الأزلي نفسه صار صغيرا جدا يمكن للمذود أن يحتويه.

وشدد البابا على أن الله يعلمنا محبة الصغار والضعفاء واحترام الطفولة. ولذلك يوجه طفل بيت لحم أنظارنا إلى معاناة أطفال العالم المعرضين للتجاوزات، الذين ولدوا والذين سيولدون؛ إلى المجندين منهم في النزاعات العنيفة؛ إلى المجبرين منهم على الاستعطاء؛ إلى الذين يعانون البؤس والجوع والذين لا يعرفون مذاق الحب. لأجلهم وفي كل منهم يستصرخ طفل بيت لحم ضمائرنا هذه الليلة لنسرع كلنا مشتركين إلى إنقاذ كرامتهم من المهانة ورفدهم بالعاطفة والحب.

وتحدث البابا عن المعنى الثاني الذي وجده آباء الكنيسة في عبارة "اختصر الله كلمته" قائلا إن يسوع اختصر بتجسده تاريخ الأجيال والنبؤات وانتظار الشعوب في الكتاب المقدس واظهر بساطته ووحدته العميقتين فتلاقى الله والإنسان بيسوع المسيح: "أحبب الرب إلهك بكل قلبك.. أحبب قريبك حبك لنفسك" (متى 22/37-40).

 

وشجع البابا الكل على التمثل بكرم الله الذي يعطي ولا يمكن مبادلته النعمة لأن منه تأتي كل بركة ونعمة، وما تبادل الهدايا في عيد الميلاد إلا تشبها بعطية تجسد الله لنا.

ولم ينس البابا دور الكلمة الذي صار "مختصِرا" و"صغيرا"  وزرع الدهشة والفرح في قلوب الرعاة البسطاء ساكني المغارة الأصليين وتحول مذود مواشيهم الذي احتضن الكلمة-الطفل رمزا للمذبح حيث حل الخبز يسوع المسيح نفسه، غذاء القلوب الحق. ولكي يحيا الإنسان فهو بحاجة إلى الخبز وثمار الأرض ولعمله، ونفسه كذلك تحتاج للغذاء، وهو بحاجة إلى معنى يملأ حياته.

وتمنى البابا في ختام عظته أن نرنوَ إلى مغارة الطفل العلاَمة الذي صار صغيرا من أجلنا ببساطة الرعاة ووداعة القديس يوسف وحب مريم العذراء كي يغمرنا النور بضيائه ونسبح مع الملائكة: المجد لله في العلى. والسلام في الأرض للناس أهل رضاه.

 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.