2006-12-24 13:37:28

محطات ميلادية


وفي تلك الأيام قامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا، ودخلت بيت زكريا، فسلّمت على أليصابات. فلما سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت من الروح القدس، فهتفت بأعلى صوتها: "مباركة أنت في النساء! ومباركة ثمرة بطنك! من أين تأتيني أمّ ربّي؟ فما إن وقع صوت سلامك في أذنيّ حتى حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني. فطوبى لمن آمنت: فسيتم ما بلغها من عند الربّ".

فقالت مريم: "تعظّم الربّ نفسي وتبتهج روحي بالله مخلّصي لأنه نظر إلى أمته الوضيعة". (لوقا 39-48)

 

نشيد

 

الساكن في كنف العليّ يبيت في ظل القدير

يقول للربّ: "أنت معتصمي وحصني إلهي الذي عليه أتوكّل".

هو الذي ينقذك من فخّ الصياد ومن الوباء الفتّاك.

يظلّلك بريشه وتعتصم تحت أجنحته

وحقّه يكون لك ترسا ودرعا.

فلا تخشى الليل وأهواله ولا سهما في النهار يطير

ولا وباء في الظلام يسري ولا آفة في الظهيرة تفتك.

يسقط عن جانبك ألف وعن يمينك عشرة آلاف

ولا شيء يصيبك.

حسبُك أن تنظر بعينيك فتعاينَ جزاء الأشرار

لأنك قلت: "الربّ معتصمي" وجعلتَ العليّ لك ملجأ.

الشرّ لا ينالك ولا تدنو الضربة من خيمتك:

لأنه أوصى ملائكته بك ليحفظوك في جميع طرقك.

على أيديهم يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك.

تطأ الأسد والأفعى تدوس الشبل والتنّين.

أنجّيه لأنه تعلّق بي أحميه لأنه عرف اسمي.

يدعوني فأجيبه أنا معه في الضيق فأنقذه وأمجّده.

بطول الأيام أشبعه وأريه خلاصي.

(مزمور 91)

 

قراءة من القديس أغوسطينوس (+ 430)

 

ليخاطب قلبنا الربّ قائلا: "إياك التمس وجهي، وجهك يا ربُّ ألتمس، فلا تحجب عني محيّاك" (مز 27/ 8-9)، وهو يجيب قلبنا: "من يحبني يحفظْ وصاياي ومن يحبني يحبُّه أبي، وأنا أحبه وأظهر له ذاتي" (يوحنا 14/21).

 

لقد كان الذين يوجّه إليهم كلامه، يرونه بأمّ العين، فكانت آذانهم تسمع رنّة صوته وقلبهم البشري يرى فيه إنسانا. غير أنه كان يَعِدُ بأن يظهر شخصيا لمن يحب، "ما لا تراه العين ولا تسمعه الأذن ولا يخطر على قلب بشر" ( 1كور 2/9).

فلنحتفل بحماسة بذكرى اليوم الذي فيه اتّخذ صورة العبد، منتظرين ذلك اليوم الذي فيه يُظهر لنا ما يملأ رغائبنا، حيث نستقي من ينبوع الحياة هذا، ونروي غليلنا، سائرين بإيمان في هذا السفر الطويل جائعين وعطشى إلى العدالة.

إلى الآن لا نستطيع أن نشاهد ذاك المولود من الآب قبل الفجر، فلنحتفل بذلك المولود من عذراء أثناء ساعات الليل. حتى الآن لم ندرك أن اسمه هو أقدم من الشمس، فلننظر إلى الخباء الذي نصبه فيها ولم نرَ الابن الوحيد في مقر أبيه الأزلي، ولنتذكّرِ "العريس الخارج من خدره" (مز 19/6).

لسنا بعد أهلا لأن نتذوّق وليمة الآب، فلنتعرّف إلى مذود ربنا يسوع المسيح!  (العظة الثانية عن الميلاد، 185)








All the contents on this site are copyrighted ©.