في مقابلة الأربعاء العامة البابا يدعو المؤمنين إلى أن يعدوا مقاماً للطفل الإلهي في قلوبهم وسط عائلاتهم

أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. استهل الحبر الأعظم تعليمه الأسبوعي بعبارة "إن الرب قريب، هلموا نسجد له"، وقال: تدعونا الليتورجية في آخر أيام زمن المجيء إلى الاقتراب من مغارة بيت لحم، حيث وقع "حدث خارق العادة" غيّر مجرى التاريخ، ألا وهو ميلاد المخلص. في ليلة الميلاد نتوقف أمام المغارة متأملين بالكلمة المتجسد.

لقد جاء خالق الكون حباً بنا ليقيم وسط البشر. ويقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية: أرسل الله ابنه مولودا لامرأة، مولودا في حكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، فنحظى بالتبني" (غلاطية 4، 4 – 5). كان شعب الله المختار ينتظر المسيح منذ قرون كثيرة، وكان يتصوره قائداً ذات سلطة يحرر خاصته من طغيان الغرباء، غير أن المخلص وُلد بصمت وفي بيئة فقيرة جداً. يقول القديس يوحنا الإنجيلي: "الكلمة هو النور الحق ... المنير كل إنسان ... جاء إلى بيته وما قبله أهل بيته ... أما الذين قبلوه فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء الله (يوحنا 1، 9  - 12).

في زمن المجيء ـ أردف البابا قائلا ـ تحثنا الليتورجية أيضاًَ على أن نبقى يقظين ساهرين، كي لا تكبلنا سلاسل الخطيئة والانشغالات المفرطة في الهموم الأرضية. فمن خلال السهر والصلاة يُمكننا أن نستعد روحياً لاستقبال الطفل الإلهي.

يبدو لنا أن أبناء زماننا الحاضر ليسوا بحاجة إلى الله: يعيشون كما وأن الله غير موجود، أو كما وأنه "عائق" يقف في الطريق المؤدية نحو تحقيق الذات. مع ذلك ما تزال البشرية تبحث عن المخلص، وتنتظر مجيء المسيح القادر وحده على إنقاذ الإنسان وكل الإنسان. وواجب المسيحيين أن يشهدوا ـ من خلال حياتهم اليومية ـ لحقيقة الميلاد: فيسوع المولود في فقر مغارة بيت لحم جاء ليحمل الفرح والسلام لجميع البشر.

وختم البابا مقابلته العامة يقول: مع اقتراب ميلاد الطفل يسوع لنُعدّ له مقاما في قولبنا ووسط عائلاتنا. وليساعدنا مريم العذراء والقديس يوسف على أن نعيش سر الميلاد بذهول متجدد وسلام داخلي. وقبل أن يوجه تحياته المعتادة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين، تمنى الأب الأقدس للحاضرين وعائلاتهم ميلاداً مجيداً، خاصاً بالذكر جميع المتألمين بالنفس والجسد.