قداسة البابا يستقبل بطريرك الأقباط الكاثوليك أنطونيوس نجيب

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان البطريرك الجديد للأقباط الكاثوليك صاحب الغبطة أنطونيوس نجيب في أول زيارة رسمية لخليفة بطرس بعد انتخابه بطريركا، وذلك على رأس وفد كبير من الأساقفة والكهنة والمؤمنين. وجه الأب الأقدس كلمة لزائره عبّر فيها عن سروره الكبير باستقباله، ووجه تحية حارة أيضا إلى الكردينال اسطفانوس الثاني غطاس، بطريرك الأقباط الكاثوليك شرفا الذي ـ وكما قال قداسته ـ كرّس حياته لخدمة الله والكنيسة القبطية الكاثوليكية.

وتابع البابا يقول إن جماعتكم البطريركية هي حاملة تقليد روحي وليتورجي ولاهوتي غني جدا ـ وهو التقليد الإسكندري ـ الذي تشكل كنوزه جزءا من تراث الكنيسة. وأكد قداسته على صلاته ودعمه "المهمة الخاصة" التي أوكلها المجمع الفاتيكاني الثاني إلى الكنائس الشرقية الكاثوليكية والمتعلقة "بتشجيع الوحدة بين كل المسيحيين، سيما مع المسيحيين الشرقيين".وتحدّث قداسته عن الدور الهام الذي تضطلع به في الحوار بين الأديان بهدف تنمية الأخوّة والاعتبار بين المسيحيين والمسلمين، وبين جميع البشر.

وتابع البابا كلمته للبطريرك أنطونيوس نجيب متوقفا عند اسم "أنطونيوس" الذي يذكّر بالحركة النسكية الكبيرة التي نشأت في مصر ويربطها التقليد بعمل القديس أنطونيوس ولاحقا بالقديس بخوميوس. وبفضل الإسهام الغربي الذي قدمه القديس مبارك ـ قال الحبر الأعظم ـ أصبحت الحياة الرهبانية شجرة ضخمة حملت ثمارا وفيرة ورائعة للعالم أجمع. وذكّر الأب الأقدس في كلمته بكبار كتّاب ومفسري الكتاب المقدس وفلاسفة الكنيسة القبطية أمثال أكلمنضوس الإسكندري وأوريجانوس إضافة إلى كبار البطاركة والمعترفين وملافنة الكنيسة أمثال أثناسيوس وكيرلس. كما وأثنى البابا على اهتمام بطريرك الأقباط الكاثوليك بالتربية الإنسانية والروحية والأخلاقية والثقافية الموجّهة للشباب من خلال شبكة مدرسية هامة تشكل خدمة للمجتمع بأسره.

وطلب الحبر الأعظم إلى البطريرك نجيب أن ينقلَ عاطفته للشباب ويذكّرهم بأن الكنيسة والمجتمع بأسره يحتاجان إلى فرحهم ورجائهم، ودعاه أيضا إلى تعزيز تنشئة الكهنة والشبان الكثيرين الذين يرغبون بتكريس حياتهم للرب. إن حيوية الجماعات المسيحية في عالم اليوم ـ قال البابا ـ تطلّب من الرعاة أن يكونوا شهودا حقيقيين لكلمة الله ومرشدين لمساعدة المؤمنين أكثر فأكثر على تثبيت حياتهم ورسالتهم في المسيح. وأضاف البابا بندكتس السادس عشر يقول: فليكن عيش الفقر والعفة والطاعة بحسب المشورات الإنجيلية شهادةً ودعوة إلى القداسة في عالم اليوم! وفي ختام كلمته إلى البطريرك أنطونيوس نجيب، وجه الأب الأقدس تحية قلبية إلى الشعب المصري ومنح الأساقفة وجميع المؤمنين في بطريركية الأقباط الكاثوليك بركته الرسولية.