في مقابلة الأربعاء العامة قداسة البابا يتحدث عن اثنين من كبار معاوني القديس بولس وهما طيموتاوس وطيطس

أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، حيث تحدث في تعليمه عن اثنين من كبار معاوني القديس بولس وهما طيموتاوس وطيطس، وقد كتب إليهما رسول الأمم ثلاث رسائل: اثنتان لطيموتاوس وواحدة لـ طيطس.قال الأب الأقدس إن طيموتاوس هو اسم علم يوناني معناه "متقّي الله" وقد أتى لوقا على ذكره ست مرات في كتاب أعمال الرسل، فيما ذكره بولس سبع عشرة مرة في رسائله، وقد ورد اسمه أيضا مرة واحدة في الرسالة إلى العبرانيين. وحظي طيموتاوس بتقدير القديس بولس الذي عهد إليه برسالات هامة، وقد مدحه أيضا في رسالته إلى أهل فيليبي قائلا:"فليسَ لي أحدٌ غيرُهُ يشعرُ مثل شعوري ويهتمُّ بأمركم اهتماما صادقا".

وأضاف البابا يقول إن طيموتاوس قد وُلد في لُسْتَرَة على بعد زهاء 200 كلم شمال غرب طرسوس، من أم يهودية وأب وثني، وحين عاد بولس إلى هذه المدينة في رحلته الرسولية الثانية، اختار طيموتاوس لأن الإخوةَ في لسترة وأيقونية كانوا يشهدون له شهادةً حسنة، فدعاه وختنهُ مجاراةً لليهود في تلك النواحي. ومن ثم رافق طيموتاوس بولسَ الرسول إلى مقدونية وكان بجانبه في قورنتس، وفي أفسس خلال رحلته الرسولية الثالثة. وكان طيموتاوس أيضا أول أسقف لمدينة أفسس.

أما طيطس، تابع الأب الأقدس يقول، فقد وُلد في أسرة يونانية أي وثنية، وقد ذهب به بولسُ إلى مجمع أورشليم ودعاه "ابنه في الإيمان المشترك"، كما وأرسله إلى قورنتس لتنظيم أمور الجماعة المسيحية هناك وإعادة السلام إليها، وقد جاء في رسالة القديس بولس الثانية إلى أهل قورنتس:"فإنَّ اللهَ الذي يعزّي المتواضعين قد عزّانا بمجيء طيطس، لا بمجيئه فقط، بل بالعزاء الذي تلقّاه منكم". وإلى قورنتس أيضا، أرسل بولسُ طيطس مرة أخرى وقال إنه "رفيقهُ ومعاونه" لتنظيم حمْل الصدقات لمسيحيي أورشليم. وقد أرسلهُ بولس أيضا إلى كريت ومن ثم إلى دلماطية، كما ولا توجد معلومات أخرى عن تنقلاته اللاحقة ووفاته.وختم البابا تعليمه الأسبوعي قائلا: إن طيموتاوس وطيطس، ومن خلال جهوزيتهما الدائمة لتحمّل المسؤوليات في الأوضاع الصعبة، يعلّماننا خدمة الإنجيل بسخاء والإدراكَ بأن ذلك يعني أيضا خدمة الكنيسة نفسها.

هذا وكان الحبر الأعظم قد التقى بداية في البازيليك الفاتيكانية مؤمنين قدموا من أبرشية كالابريا الإيطالية وذلك برفقة أساقفتهم لمناسبة زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية. وقال الأب الأقدس إن للكنيسة العائشة في كالابريا دورا أساسيا في المجتمع، في إشارة إلى رسالتها التبشيرية التي تبان اليوم ضرورية وأكثر من أي وقت مضى، لمواجهة التحديات الثقافية والاجتماعية والدينية. كما دعا قداسة البابا الجميع إلى أن ينتهلوا النور والقوة من الإنجيل لتعزيز نهضة أخلاقية واجتماعية واقتصادية حقيقية في إقليم كالابريا، وليكونوا أيضا شهودا فرحين بالمسيح، وبناةَ ملكوته، ملكوت العدل والمحبة. كما شكر قداسة البابا إقليم كالابريا الإيطالي على تقديمه شجرة الميلاد التي وُضعت اليوم تحديدا في ساحة القديس بطرس. كما حيا الأب الأقدس في البازيليك الفاتيكانية صباح اليوم أيضا عددا كبيرا من الطلاب الإيطاليين وقال لهم: إنّ ما قالته العذراء مريم للخدم في عرس قانا الجليل" "افعلوا ما يأمركم به"، يحثّكم على فتح قلوبكم على كلمة المسيح وعيشها في حياتكم اليومية.