قداسة البابا يعود إلى الفاتيكان تاركا جزءا من قلبه في مدينة اسطنبول ومتمنيا أن تساهم زيارته في تفاهم أفضل بين الأديان

أنهى قداسة البابا بندكتس السادس عشر أمس الجمعة زيارة رسولية لتركيا، سائرا على خطى سلفيه البابوين بولس السادس ويوحنا بولس الثاني. لقاءات كثيرة أجراها الأب الأقدس خلال زيارة استغرقت 4 أيام فقط غير أنها كانت غنية بالمعاني والعبر. بداية في العاصمة أنقرة، حيث زار قداسته ضريح أتاتورك، والتقى رئيس دائرة الشؤون الدينية موجها كلمة دعا فيها إلى إقامة حوار صادق بين المسيحيين والمسلمين، وشدد على أهمية الدفاع عن الحرية الدينية. لقاء آخر جمع الأب الأقدس في السفارة البابوية في أنقرة بأعضاء السلك الديبلوماسي، حيث ذكّر بأن السلام الحق يحتاج للعدالة، وأشار إلى أن واجب السلطات المدنية في كل بلد ديمقراطي ضمان حرية جميع المؤمنين والسماح لهم بتنظيم حياة جماعتهم الدينية بحرية.في أفسس، احتفل قداسة البابا بالقداس الإلهي في بيت القديسة مريم حيث وجه نداء من أجل السلام في الأرض المقدسة. وفي اسطنبول، زار الأب الأقدس كنيسة القديس جاورجيوس البطريريكية والتقى البطريرك برتلماوس الأول. كما وتم التوقيع على أعلان مشترك بين الحبر الأعظم وبطريرك القسطنطينية المسكوني، أكدا فيه أن قتل الأبرياء باسم الله يشكل إهانة لله وللكرامة البشرية. وعلينا أن نلتزم جميعا في خدمة متجددة للدفاع عن الحياة البشرية، كل حياة بشرية.وفي مدينة اسطنبول أيضا، زار البابا متحف آيا صوفيا والمسجد الأزرق والكاتدرائية الأرمنية الرسولية حيث التقى البطريرك مسروب الثاني. كما التقى قداسته أيضا ميتروبوليت السريان الأورثوذكس يوسف شيتين. وأنهى البابا زيارته لتركيا محتفلا بالقداس الإلهي في كاتدرائية الروح القدس للاتين وصرح قبيل مغادرته اسطنبول بأنه ترك جزءا من قلبه في هذه المدينة، متنميا أن تساهم زيارته في تفاهم أفضل بين الأديان.