2006-11-15 10:10:52

رسالة قداسة البابا احتفالا باليوم العالمي 93 للمهاجر واللاجئ


ترأس الكردينال ريناتو مارتينو رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقلين، صباح اليوم الثلاثاء، مؤتمرا صحافيا في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، قدم خلاله رسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر لليوم العالمي 93 للمهاجر واللاجئ، المرتقب الاحتفال به في 14 من كانون الثاني يناير 2007 تحت عنوان:"العائلة المهاجرة".

ذكر الأب الأقدس مطلع رسالته بكلمات سلفه البابا بيوس الثاني عشر، حين كتب في العام 1952، أن عائلة الناصرة في المنفى تشكل مثالا وعونا لجميع المهاجرين واللاجئين. وتابع بندكتس السادس عشر يقول: نستشف من مأساة "عائلة الناصرة" التي اضطُرت للجوء إلى مصر، الوضع المؤلم لجميع المهاجرين سيما اللاجئين والمنفيين والمشردين والمُضطهدين، كما ونستشف المصاعب التي تعانيها العائلة المهاجرة، إضافة إلى وهن ملايين وملايين المهاجرين والنازحين داخل بلدانهم. فعائلة الناصرة ـ قال البابا ـ تعكس صورة الله المحفوظة في قلب كل عائلة بشرية.

وأشار الأب الأقدس في رسالته إلى أن موضوع اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ: "العائلة المهاجرة"، يؤكد مرة جديدة التزام الكنيسة ليس لصالح الفرد المهاجر وحسب، بل لصالح عائلته أيضا، مكان ثقافة الحياة. ثم انتقل قداسة البابا ليعدد المشاكل الجمة التي تواجهها العائلة المهاجرة، مثل تباعد أعضائها عن بعضهم البعض وعدم قدرتهم على الالتقاء.وذكّر الحبر الأعظم بالاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأعضاء أسرهم، والتي دخلت حيز التنفيذ في الأول من تموز يوليو 2003، وقال البابا إن الكنيسة تشجع التصديق على الوثائق الدولية الهادفة إلى الدفاع عن حقوق المهاجرين واللاجئين وعائلاتهم، وتقدّم على الدوام كل مساعدة لازمة، من خلال مؤسساتها المختلفة.

وتحدث قداسة البابا في رسالته أيضًا عن عملية اندماج عائلات المهاجرين، مشددا على ضرورة تبني إجراءات تشريعية وقانونية واجتماعية لتسهيلها، ومشيرًا إلى أن عدد النساء اللاتي غادرن موطنهن الأصلي بحثا عن أوضاع حياتية أفضل، قد ارتفع خلال الفترة الأخيرة. وذكّر الأب الأقدس بأن نساء كثيرات يُصبحن ضحايا الإتجار بالكائنات البشرية والدعارة، وأضاف قائلا: من خلال العمل لجمع العائلات، يتمكن العاملون الاجتماعيون سيما الراهبات من تقديم خدمة قيمة.

كما ذكّر قداسة البابا بمأساة أُسر اللاجئين، إذ يبدو أن أوضاعها الحياتية قد ساءت مقارنة بالماضي. فإضافة إلى المشاكل اللوجيستية والمصاعب الشخصية المرتبطة بالصدمات النفسية والإرهاق، هناك أيضًا خطر توريط النساء والأطفال في الاستغلال الجنسي، كآلية للبقاء على قيد الحياة. وفي هذه الحالات، شدد الأب الأقدس على أهمية الحضور الرعوي لتقديم المساعدة اللازمة من قبل الجماعة المسيحية، القادرة على إعادة ثقافة الاحترام واكشتاف قيمة الحب الحقيقية. وذكّر الأب الأقدس بالتالي بضرورة تشجيع جميع الذين يشعرون بإحباط داخلي، على استرجاع ثقتهم بنفسهم، مشددا على أهمية العمل لضمان حقوق العائلات وكرامتها، وتأمين مسكن لائق يتجاوب مع حاجاتها. وذكّر البابا من جهة أخرى بدعوة اللاجئين إلى تنمية تصرف منفتح وإيجابي إزاء المجتمع الذي يستقبلهم.

كما تحدث قداسة البابا عن فئة من المهاجرين ينبغي اعتبارها بطريقة خاصة وهي فئة الطلاب البعيدين عن ذويهم، والذين لا يتقنون اللغة ويجدون أنفسهم أحيانا محرومين من الأصدقاء. وأشار الأب الأقدس إلى أن الكنيسة، ومن خلال مؤسساتها، تجهد لمساعدة هؤلاء الطلبة على الإندماج في المدن التي تستضيفهم وتأمين الاتصال بعائلات مستعدة لضيافتهم. وختم بندكتس السادس عشر رسالته متمنيا أن يشكل اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين مناسبة لتحسيس الجماعات الكنسية والرأي العام على حاجات العائلات المهاجرة ومشاكلها، مانحا الجميع بركته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.