2006-11-15 16:00:11

الروح القدس يوجه حياتنا نحو المحبة والفرح والشركة والرجاء: من كلمات قداسة البابا في مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، متابعا الحديث عن القديس بولس وما يقوله حول الروح القدس وحضوره فينا، وكان الأب الأقدس قد تناول الأسبوع الماضي ما كتبه رسول الأمم حول المكانة المركزية التي يحتلها يسوع المسيح في حياتنا الإيمانية. أشار البابا في مطلع تعليمه الأسبوعي إلى أن القديس بولس ليس عظيما على مستوى الرسالة العملية وحسب، بل على مستوى العقيدة اللاهوتية أيضًا، مذكرا بما كتبه في رسائله حول الروح القدس:"لأن شريعةَ الروح الذي يهبُ الحياةَ في يسوع المسيح قد حرّرتني من شريعة الخطيئة والموت...لم تتلقّوا روحًا يستعبدكم ويردُّكم إلى الخوف، بل روحًا يجعلكم أبناءً وبه ننادي: يا أبتا!

وتابع الأب الأقدس مقابلته العامة مشيرًا إلى العلاقة البنوية مع الله، ومؤكدا أن كرامتنا الكبيرة تكمن في أننا أبناء الله. وهذه دعوةٌ، قال قداسته، لنعيش هذه البنوة وندرك على الدوام بأننا أبناء بالتبني في عائلة الله الكبيرة. وأشار البابا إلى أن القديس بولس يعلّمنا بأن لا وجود لصلاة حقيقية بدون حضور الروح فينا، مذكرا بما قاله في رسالته إلى أهل روما:"إن الروحَ يأتي لنجدةِ ضُعفنا لأنّا لا نُحسنُ الصلاةَ كما يجب، ولكن الروحَ يشفعُ لنا بأنّات لا توصف. وأكد الأب الأقدس أن الروح يقدّم لله عبادتنا وتطلعاتنا الأكثر عمقا. ويتطلب كل ذلك شركة حيوية مع الروح، ما يشكل بالتالي دعوة لنكون متنبهين دوما لحضور الله فينا، ونحوله إلى صلاة ونتكلّم مع الآب كأبناء في الروح القدس. وتابع قداسة البابا تعليمه مذكرا بما كتبه بولس الرسول حول الروح القدس وصلته بالمحبة، في رسالته إلى أهل روما:" لأن محبةَ اللهِ أُفيضت في قلوبنا بالروحِ القدسِ الذي وُهب لنا".

وأشار الأب الأقدس إلى أن الروح يُدخلنا في نمط الحياة الإلهية، التي هي حياة محبة، ويجعلنا مشاركين في العلاقات الموجودة بين الآب والإبن. فليس من قبيل الصدفة أن يضع القديس بولس المحبة في المكانة الأولى، عندما يعدّد ثمار الروح، إذ يقول:"أما ثمرُ الروح فهو المحبة والفرح والسلام وطول الآناة واللطفِ ودماثة الأخلاقِ والأمانة والوداعة والعفاف". وبما أن المحبة توحّد، تابع البابا يقول، فهذا يعني بالدرجة الأولى أن الروح هو خالق شركة داخل الجماعة المسيحية، وكما نقول في بداية القداس الإلهي:" لتكن نعمةُ الله ربّنا يسوع المسيح ومحبّةُ الله وشركةُ الروح القدس معكم جميعا". ومن جهة أخرى، أضاف قداسته يقول، يحثّنا الروح على إقامة علاقات محبة مع جميع البشر. ولهذا، فعندما نحب، نعطي للروح القدس مجالا للعمل في حياتنا، والقديس بولس يحثنا على العمل بروح متَّقد ويدعونا كيلا نجازي أحدا شرًا بشر. وختم قداسة البابا مقابلته العامة مع المؤمنين بالقول: نتعلّم من القديس بولس أن الروح القدس يوجّه حياتنا نحو القيم العظمى، قيم المحبة والفرح والشركة والرجاء.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.