قداسة البابا يستقبل عائلة "فيلا الناصرة" في روما في الذكرى السنوية 60 لتأسيسها

استقبل قداسة البابا صباح اليوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان أعضاء مؤسسة عائلة الناصرة المقدسة ورابطة دومينيكو تارديني العلمانية، في الذكرى السنوية 60 لتأسيس عائلة "فيلا الناصرة" في روما. وجه الأب الأقدس كلمة لزائريه قال فيها إن "فيلا الناصرة" تريد تنشئة شبابها على الشجاعة في إتخاذ القرارات من خلال الإنفتاح على الحوار مع الرجوع إلى العقل المُنقّى بالإيمان، مشيرا إلى أن الإيمان قادر على تقديم رؤى رجاء لكل مشروع متعلق بمصير الإنسان وأن الإيمان هو صديق العقل. وتابع البابا كلمته مذكرا بأن الحقيقة والمحبة متلازمتان، وما من ثقافة تفرح بنفسها إذا لم تكتشف بأن عليها الاهتمامَ بالحاجات العميقة والأساسية للإنسان، كل إنسان.

وفي "فيلا الناصرة" قال الأب الأقدس، تختبرون أن كلمة الله تتطلب إصغاء يقظا وقلبا سخيا وناضجا كيما تُعاش بكمالها، وأشار إلى أن الاتصال اليومي بالكتب المقدسة وتعليم الكنيسة ينّمي نضوجكم على الصعيد الإنساني، المهني والروحي، وتستطيعون بالتالي الولوج دوما إلى سر ذاك العقل الخالق الذي يواصل محبة العالم والحوار مع حرية الخلائق. وأكد البابا أنه ينبغي على المثقف المسيحي أن ينمّي في ذاته الإندهاش لهذه الحقيقة الجوهرية، ما يسهل الانتماء المطواع لروح الله، والإندفاع لخدمة الإخوة بجهوزية دائمة.

وتابع قداسة البابا مذكرا بكلمات القديس بولس في رسالته إلى أهل فيلبي :"فليكُنْ شُغلُكم الشاغل كلُّ ما هو حقٌّ وشريفٌ وعادلٌُ وخالصٌ ومستُحبٌ وطيّبُ الذِّكر وما كانَ فضيلةً وأهلاً بالمدح". ومن هذا المنظار، قال الأب الأقدس، تستطيعون أن تنسجوا حوارا مثمرا مع الثقافة وتقدموا إسهامكم كيما يجد أشخاص كثيرون الجواب في يسوع المسيح. واليوم أيضًا، أضاف البابا، كثيرة هي "الشوارع القفرة" التي تجدون نفسكم تسيرون عليها، ولكنّكم تستطيعون مرافقة من يبحث عن معنى الحياة، طالبا إلى الجميع الإستعداد لخدمة ثقافة تعزز لقاء أخوّة الإنسان مع الإنسان، واكتشاف الخلاص الآتي من المسيح.

وفي ختام كلمته إلى عائلة فيلا الناصرة في الذكرى السنوية 60 لتأسيسها، قال بندكتس السادس عشر إن "فيلا الناصرة" حظيت دوما باهتمام البابوات السابقين بدءا بالسعيد الذكر البابا بيوس الثاني عشر الذي شهد تأسيسها، وصولا إلى خادم الله يوحنا بولس الثاني الذي زارها لعشر سنوات خلت، احتفالا بالذكرى السنوية الخمسين على نشأتها. واهتمام البابوات بـ "فيلا الناصرة"، تابع الأب الأقدس يقول، غذى وينبغي أن يغذي على الدوام رباطكم الروحي مع الكرسي الرسولي، كما أن علاقة التقدير هذه تحثكم على مواصلة السير بأمانة على خطى "رجل الله" الكبير، الكردينال دومينيكو تارديني. فهو يحثّكم، من خلال كلماته ومثله على التنبّه دوما لتعاليم الكنيسة. وبهذه المشاعر، أمنحكم بركتي الرسولية.