2006-11-01 16:21:20

قداسة البابا يترأس القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية احتفالا بعيد جميع القديسين: القداسة هي دعوة الجميع


احتفالا بعيد جميع القديسين، ترأس قداسة البابا صباح اليوم الأربعاء القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية وألقى عظة قال فيها إن ليتورجية اليوم تدعونا لنبتهج بالرب ونتقاسم فرح القديسين السماوي. القديسون ليسوا قلة من المختارين، قال البابا، بل جمعا كثيرا لا يُحصى، ولا يضم المعترف بهم رسميا وحسب، بل المعمّدين أيضًا من كل حقبة وأمة، الذين سعوا لإتمام مشيئة الله بمحبة وأمانة، ونحن لا نعرف وجوه قسم كبير منهم ولا حتى أسماءهم، ولكننا نراهم بعين الإيمان يسطعون كنجوم ملأى بالمجد، في سماء الله. وأشار الأب الأقدس في عظته إلى إن الاحتفال بعيد جميع القديسين يوقظ فينا الرغبة بأن نكون مثلهم، مؤكدا أن القداسة هي العيش بالقرب من الله وفي عائلته، وهي دعوة للجميع، ذكّر بها المجمع الفاتيكاني الثاني.

وكي نكون قديسين، لا ينبغي القيام بأعمال خارقة أو التحلي بمواهب هائلة، ولكن، وكما قال البابا، يكفي ببساطة أن نخدم يسوع ونصغي إليه ونتبعه، بدون أن تخور عزيمتنا أمام المصاعب، وكما قال يسوع نفسه: "مَن أراد أن يخدُمَني، فليتبعْني، وحيثُ أنا أكونُ يكونُ خادمي، ومَن خدَمني أكرمَهُ أبي". وأضاف البابا يقول: من يؤمن بيسوع ويحبّه بصدق كحبة الحنطة التي تقع في الأرض، يقبل أن يموت عن ذاته، وكما قال يسوع بحسب إنجيل يوحنا "فمن أحبَّ حياتَهُ هَلَك ومن كرهَ حياته في هذه الدنيا حفظها للحياة الأبدية". وأضاف قداسته أن خبرة الكنيسة تُظهر أن كل شكل من أشكال القداسة يمرّ دوما عبر طريق الصليب، أي طريق التخلي عن الذات.

وأشار قداسته إلى أن سِير حياة القديسين تتحدث عن رجال ونساء مطواعين للتدابير الإلهية، واجهوا تجارب لا توصف واضطهادات واستشهادا، ولكنّهم حافظوا على التزامهم، وأسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة. إن مثال القديسين، قال البابا، يشجّعنا على اتباع الخطوات نفسها واختبار الفرح الذي يثق بالله، لأن السبب الوحيد الحقيقي لتعاسة الإنسان وحزنه هو العيش بعيدا عن الله. وأشار بندكتس السادس عشر إلى أن القداسة تتطلب جهدا متواصلا، ولكنها ممكنة للجميع لأنها قبل كل شيء عطية من لدن الله. وكما جاء في رسالة القديس يوحنا الأولى:"أُنظروا أيَّ محبة خصّنا بها الآب لنُدعى أبناء الله وإننا نحنُ كذلك". فالله هو مَن أحبّنا أولا وجعلنا في يسوع أبناءه بالتبني.

وأضاف قداسة البابا يقول إن الدرب التي تقود إلى القداسة مضاءة بنور التطويبات، وأكد أن المستحيل يصبح ممكنا مع المسيح، وبمساعدته فقط دُعينا لنكون كاملين كما أن الأب السماوي كامل هو. وفي ختام عظته دعا بندكتس السادس عشر المؤمنين إلى التضرع للقديسين كيما يساعدوننا على الإجابة بسخاء على الدعوة الإلهية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.