قداسة البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس

تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.  قال البابا يروي لنا إنجيل هذا الأحد أنه فيما كان الرب يعبر شوارع أريحا، أخذ أعمى يُدعى برطيماوس يصيح بأعلى صوته "رحماك يا ابن داود، يا يسوع". لامست هذه "الصلاة" قلب يسوع الذي توقف، دعاه إليه وشفاه.  واللحظة المقرِّرة كانت اللقاء الشخصي والمباشر بين الرب يسوع وهذا الرجل المتألم.  وتلاقى وجهاً لوجه الله الذي يريد شفاء البشر، والإنسان الذي يرغب في نيل الشفاء. سأل يسوع الأعمى: "ماذا تريد أن أصنع لك؟"، فأجابه قائلا: "أن أبصر". "اذهب إيمانك خلصك": بهذه الكلمات صنع يسوع معجزته. ويقول لنا الإنجيل إن برطيماوس، وبعد أن استعاد نظره، تبع يسوع في الطريق. فأصبح تلميذاً له، وصعد معه إلى أورشليم، ليشارك معه في سر الخلاص العظيم.

وتابع البابا يقول إن الإيمان ينطلق من تواضع الإنسان الذي يشعر بالحاجة إلى الخلاص، ويصل إلى اللقاء الشخصي مع المسيح الذي يدعوه إلى اتّباعه على طريق المحبة. وهذه هي المسيرة التي يجتازها المؤمنون داخل الكنيسة بواسطة أسرار: العماد، التثبيت والإفخارستية. ودعا البابا جميع المؤمنين إلى إعادة اكتشاف قيمة وأهمية المعمودية وإعلان إيمانهم على الباقين. ويروي لنا إنجيل اليوم كيف أن الإنسان الذي يذهله التعرف على المسيح لا يسعه إلا أن يعبر عن فرحه للآخرين ويسير على خطى الرب. وسطر الأب الأقدس أن كل مؤمن مسيحي معمد مدعو إلى أن يكون مرسلاً في عالم اليوم. وسأل قداسته العذراء مريم أن يواصل عدد "مرسلي الإنجيل" نموه، وأن يشعر كل مؤمن بالدعوة إلى إعلان محبة الله على الجميع، من خلال الشهادة لهذه المحبة في حياته اليومية.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي تحدث البابا عن الأشخاص الذين يذهبون ضحية عمليات الاختطاف في جميع أنحاء العالم. وأدان قداسته هذه الجريمة، مؤكداً أنه يرفع الصلاة من أجل المختطفين وعائلاتهم. وختم قائلاً: أود أن أضم صوتي إلى صوت رئيس أساقفة ساساري وجماعة المؤمنين في الأبرشية الإيطالية الذين طالبوا بالإفراج عن جوفاني باتيستا بينا، الذي اختُطف في الرابع عشر من الشهر الفائت. هذا ثم وجه البابا تحياته المعتادة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين وتمنى للكل أحداً سعيداً.