2006-10-19 15:47:22

قداسة البابا يلتقي في فيرونا المشاركين في المؤتمر الوطني الرابع للكنيسة الإيطالية ويدعو الكاثوليك الإيطاليين ليكونوا شهودا حقيقيين للقائم من الموت وحاملي الفرح والرجاء المسيحي في العالم


توجه قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس إلى مدينة فيرونا للإنضمام إلى المشاركين في أعمال المؤتمر الوطني الرابع للكنيسة الإيطالية تحت عنوان:"شهود يسوع المسيح القائم من الموت، رجاء العالم". وجه الأب الأقدس كلمة مسهبة تضمنت ثمانية عنوانين تمحورت حول الرب القائم من الموت وكنيسته، رسالة الكنيسة، الإيمان، الكائن البشري، التربية، شهادة المحبة، مسؤولية الكاثوليك المدنية والسياسية إضافة إلى الإتحاد بيسوع المسيح.

قال البابا إن المؤتمر يشكل خطوة جديدة في مسيرة تطبيق المجمع الفاتيكاني الثاني، باشرت بها الكنيسة الإيطالية بعد نهاية أعماله، وهي قبل كل شيء مسيرة اتحاد بالله الآب وابنه يسوع المسيح في الروح القدس، ومسيرة باتجاه البشارة كيما يبقى إيمان الشعب الإيطالي حيا قويا، وهي أيضًا شهادة محبة لإيطاليا واهتمام بخير أبنائها. وأشار قداسته إلى أن الكنيسة الإيطالية قد اجتازت هذه المسيرة باتحاد وثيق مع خليفة بطرس، مذكّرا بأول مؤتمر شاءه السعيد الذكر البابا بولس السادس في العام 1976، وبمؤتمرَي لوريتو وباليرمو مع البابا يوحنا بولس الثاني.

وانتقل بعدها قداسة البابا ليتحدث عن عنوان المؤتمر" شهود يسوع المسيح القائم من الموت، رجاء العالم"، وقال إن قيامة يسوع المسيح كانت كتفجّر نورٍ، وكتفجّر المحبة التي تحل سلاسل الخطيئة والموت، وقد دشّنت بعدًا جديدا للحياة ينبعث منها عالم جديد يلج عالَمنا، يبدّله ويجذبه إليه، ويتمّ كل هذا عمليا من خلال حياة الكنيسة وشهادتها. وأشار الأب الأقدس إلى أننا مدعوون لنصبح نساء ورجالا جددا كيما نكون شهودا حقيقيين للقائم من الموت، وبالتالي، حاملي الفرح والرجاء المسيحي في العالم.

وتابع البابا كلمته مشددا على أهمية بذل كل جهد يساهم في نمو إيطاليا ثقافيا وأخلاقيا، ومشيرًا إلى أننا مدعوون بقوة الروح القدس إلى تقديم أجوبة إيجابية ومقنعة على الإنتظارات والتساؤلات الكثيرة. وإذا استطعنا تحقيق ذلك، قال قداسته، ستقدم الكنيسة في إيطاليا خدمة كبيرة ليس لهذه الأمة فقط، إنما لأوروبا والعالم أيضًا، لأن فخ الدنيوية موجود في كل مكان، كما أن الجاحة إلى إيمان مُعاش بالنسبة إلى تحديات زمننا، هي حاجة شاملة.

وشدد الأب الأقدس في كلمته إلى المشاركين في المؤتمر الكنسي في إيطاليا على الإنتباه دوما في نشاطنا الراعوي إلى العلاقة بين الإيمان والحياة اليومية، وبين مقترح الإنجيل وهموم الناس وانتظاراتهم. وتطرق البابا أيضًا إلى الشر الموجود في العالم والذي يبان أكثر قوة وأشار إلى أن التربية الحقيقية تحتاج إلى إيقاظ شجاعة إتخاذ القرارات النهائية التي تُعتبر اليوم عائقا يُميت حريتنا، ولكنها ضرورية لتحقيق شيء عظيم في الحياة ولإنضاج المحبة بكل جمالها.

وعبّر قداسته عن تقديره للعمل التربوي الذي تقوم به الكنائس بلا كلل في إيطاليا ولإهتمامها الراعوي بالأجيال الجديدة والعائلات، وتحدث أيضًا عن شهادة المحبة وتضامن الكنيسة في إيطاليا مع فقراء الأرض، وقال إن محبة الكنيسة تجعل محبة الله مرئية للعالم. وتابع البابا كلمته متوقفا عند مسؤولية الكاثوليك المدنية والسياسية، وأشار إلى أن الكنيسة ليست ولا تنوي أن تكون جزءا من العمل السياسي، لكنها في الوقت نفسه تعير الجماعة السياسية اهتماما بالغا، وإن العمل السياسي لبناء نظام عادل في المجتمع ليس من مهام الكنيسة إنما يقع على عاتق المؤمنين العلمانيين الذين يعملون بمسؤولية مستنرين بالإيمان وتعليم الكنيسة.

وتتطرق الأب الأقدس بعدها إلى التحديات الجمة التي تهدد شرائح كبيرة في العائلة البشرية وبينها الحروب والإرهاب والجوع والعطش وبعض الأوبئة الخطيرة، وقال: لا بدّ أيضًا من مواجهة خطر خيارات سياسية وتشريعية تتعارض مع القيم الأساسية والمبادئ الأنتروبولوجية والأخلاقية المتجذرة في طبيعة الكائن البشري، سيما المتعلقة بحماية الحياة البشرية في جميع مراحلها، منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي، إضافة إلى تنمية العائلة المؤسسة على الزواج، وتحاشي إدخال أشكال أخرى من الإتحادات في النظام العام، تساهم في تقويض استقرارها، حاجبةً طابعها الفريد ودورها الإجتماعي المتعذّر استبداله. والشهادة المفتوحة والشجاعة التي قدّمتها الكنيسة وما تزال تقدّمها مع الكاثوليك الإيطاليين بهذا الشأن، تشكّل خدمة ثمينة لإيطاليا، ونافعةً أيضًا لعدد كبير من الدول.

وأضاف قداسة البابا يقول: إن المهام والمسؤوليات التي يسلّط الضوء عليها هذا المؤتمر الكنسي كبيرة وعديدة، ولكننا لسنا وحدنا لأنّ المسيح نفسه يرشد ويدعم سفينة الكنيسة، كما أن قوتنا الحقيقية هي أن نتغذّى من كلمته وجسده. وفي ختام كلمته إلى المشاركين في المؤتمر الكنسي الإيطالي الرابع قال الأب الأقدس: نرفع الصلاة كيما تنقل الجماعة الكاثوليكية الإيطالية بدفع متجدد لهذه الأمة الحبيبة، ولكل بقعة من الأرض، الشهادة ليسوع القائم من الموت، رجاء إيطاليا والعالم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.