مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة أمام المشاركين في أعمال الجمعية العمومية الحادية والستين

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة المطران تشيليستينو ميليوريه مداخلة يوم أمس الثلاثاء أمام المشاركين في أعمال الجمعية العمومية الحادية والستين، تناول فيها الإجراءات الواجب اتخاذها لوضع نظام تجاري عادل.

قال المطران ميليوريه يتعين على الجماعة الدولية أن تمعن النظر في الأسباب التي حالت دون بلوغ أهداف المؤتمر الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية، بعد مضي خمس سنوات على انعقاده في الدوحة بقطر. فقد شهت السنوات الماضية ارتفاعاً في النفقات العسكرية، ولم يُحقق أي تقدم على طريق إصلاح نظام التجارة العالمية، الذي يلقي بثقله على العديد من الدول، سيما البلدان النامية.

وذكر سيادته بأن التبادل التجاري العادل يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة، وقال إن التقاعس في إصلاح أنظمة التجارة الدولية سيقضي على الآمال في بلوغ "الأهداف الإنمائية للألفية" التي وضعتها الأمم المتحدة، وترمي إلى تقليص عدد الفقراء في العالم إلى النصف مع حلول العام 2015.

وحث مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة الأسرة الدولية على عدم غض الطرف عن الظلم الاجتماعي، مشيراً إلى أن الدول الغنية تنفق مائتين وثمانين مليار دولار سنوياً على قطاعها الزراعي، ويفوق هذا المبلغ بعشرة أضعاف المساعدات المادية التي تخصص لأفريقيا سنوياً، ويوازي الدخل الإجمالي لجميع البلدان الأفريقية ما دون الصحراء.

وختم المطران ميليوريه مداخلته مؤكداً أن بلوغ العدالة الاجتماعية من خلال نظام تجاري عادل يأتي في طليعة اهتمامات الكرسي الرسولي، وذكّر بما كتبه السعيد الذكر البابا بولس السادس في رسالته العامة "ترقي الشعوب": "إن التجارة الحرة تكون عادلة فقط عندما تتجاوب مع متطلبات العدالة الاجتماعية".