2006-10-02 14:38:35

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الاثنين 2 أكتوبر 2006


جولة رايس على الشرق الأوسط. إحياء عملية السلام أم خريطة طائفية جديدة؟

تبدأ وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مساء الاثنين جولة في المنطقة العربية ظاهرها إحياء عملية السلام وباطنها وضع أسس تحالف جديد يحمل اسم اتحاد الدول المعتدلة ويضم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن وذلك استعدادا للمواجهات العسكرية المتوقعة ضد اتحاد الدول المتطرفة أي إيران وسورية وحزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي أو ما تسميه الولايات المتحدة بمحور الشر.

في القاهرة تلتقي رايس غدا الثلاثاء على هامش زيارتها لمصر وزراء خارجية اتحاد الدول المعتدلة أي التحالف الجديد الذي يستند إلى إيديولوجية العداء لإيران وبرنامجها النووي باعتبار أن الخطر الإيراني على دول الخليج والدول العربية المعتدلة أكبر بكثير من الخطر الإسرائيلي. فإسرائيل لا تنوي إقامة هلال شيعي في إشارة إلى الأقلية الشيعية في إمارات الخليج. وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى أن الدول العربية لم تعد تتحدث بالقوة نفسها عن خطر المفاعل النووي الإسرائيلي وضرورة تجريد المنطقة من الأسلحة النووية في كل مرة تثير فيها الولايات المتحدة مسألة المفاعل النووي الإيراني. زد إلى ذلك إعلان مصر باستئناف برنامجها النووي وربما تفعل هذا السعودية مستقبلا بإيعاز ومباركة أمريكيين للإيحاء بأن هذا الجهد هو الرد على التكنولوجيا النووية الإسرائيلية والانتقادات الموجهة إلى هذه الدول العربية بالتقاعس عن دخول المجال النووي.

 ويرى أصحاب الرأي والمحللون أن الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية الجديدة تريد تقسيم العرب بشكل خاص والمسلمين بشكل عام على أسس طائفية أي معسكر سني في مواجهة معسكر شيعي ونقل التجربتين الحاليتين في العراق ولبنان إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي حيث يوجد هناك من يغذي الكراهية ويحضر للصدام بين السنة والشيعة لإلهاء الطرفين عن الوجود الإسرائيلي وأخطاره. الإدارة الأمريكية استخدمت العامل الطائفي الشيعي بنجاح كبير للإطاحة بنظام سني في العراق وهي الآن تريد استخدام المحيط العربي السني لمساعدتها في الإطاحة بالنظام الشيعي في طهران.

وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني عبرت بشكل واضح عن الاستراتيجية الجديدة في مقابلة مع صحيفة معاريف عندما قالت على إسرائيل أن تتعاون مع الائتلاف السني لأنه ليس بإمكانها أن تكتفي بتحالفها مع واشنطن إذا أرادت البقاء. والظروف الآن مهيأة لهذا التعاون وتتمثل في عملية الانفتاح الحالية وغير المسبوقة التي تمارسها الأنظمة العربية بضغط أمريكي تجاه إسرائيل. فاللقاءات الإسرائيلية السعودية باتت حقيقة قائمة بعد تلاقي المصالح التي بلغت ذروتها أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان. وكشفت ليفني عن نواياها بعقد لقاءات مع وزراء خارجية عشر دول عربية وإسلامية على هامش حضورها لدورة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. من بينهم وزراء خارجية قطر وسلطنة عمان ومصر والأردن والبحرين.

كما استضافت مدينة العقبة الأردنية لقاء سريا لقادة مخابرات من مصر والأردن وإسرائيل ودولتين خليجيتين لا تقيمان أي علاقات دبلوماسية أو تجارية مع إسرائيل علاوة على محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وذلك لوضع أسس تعاون استخباراتي شامل في مواجهة دول محور الشر العربية والتنظيمات المتحالفة معها أي حماس وحزب الله.  ولتسهيل عملية الانضمام هذه من المتوقع أن تنتزع رايس بعض التنازلات الشكلية من إسرائيل في جولتها الحالية شأن تخفيف الحصار على المناطق الفلسطينية وفتح المعابر والإفراج عن بعض الأسرى وتسهيل وصول رزمة كبيرة من الأموال إلى مكتب الرئيس عباس واستئناف جزئي للمفاوضات بعد عقد لقاء قمة بين هذا الأخير وأولمرت.

بالمقابل سيتم تشديد الخناق على الدول والمنظمات الأعضاء في محور الشر وهذا ما يفسر إعلان أولمرت عزمه الاحتفاظ بهضبة الجولان ومعارضة أي مفاوضات مع سورية وتهديد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بشن حرب جديدة في لبنان للقضاء على حزب الله وإعادة الهيبة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ومساعدة عباس على التصدي لحماس وضبط المعابر بعد الاجتياح الإسرائيلي المتوقع لقطاع غزة في الأيام أو الأسابيع المقبلة الذي يأمل أصحابه بأن يسقط حكومة حماس وينهي وجودها المسلح كليا ويفرج عن الجندي الأسير.

الجيش اللبناني مستعد للرد على إسرائيل

صرح قائد الجيش اللبناني الجنرال ميشال سليمان خلال حفل عسكري جرى في بلدة لبونة قرب الحدود الإسرائيلية أن الجيش اللبناني سيرد على أي عدوان إسرائيلي محتمل داعيا عناصر الجيش إلى الرد على أي خرق إسرائيلي لوقف إطلاق النار. وبدأت صباح الاثنين وحدات من الجيش اللبناني بالانتشار على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.  من جهة أخرى صرح مسؤول في حزب الله أن عدم اكتمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان سيعطي الحزب الحق في مواجهة قوى الاحتلال. رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قال من جهته إن المقاومة ستبقى ساهرة إلى أن ينسحب آخر جندي إسرائيلي من الأراضي اللبنانية.

بوادر انشقاق داخل صفوف الأخوان المسلمين في الأردن

تبلور خلال اليومين الماضيين في الأردن السيناريو الخاص بتعزيز انقسام جماعة الأخوان المسلمين إلى جناحين بحيث يسهل عزل الجناح المؤيد لحركة حماس في الجماعة فيما بدأت تظهر بوادر انشقاق غير محسوب في سماء أهم وأكبر تيار سياسي شعبي في الساحة الأردنية. وعلم في هذا السياق أن قرار القصر الملكي إصدار عفو خاص عن النائبين محمد أبو فارس وعلي أبو السكر العضوين في جبهة العمل الإسلامي تسبب في إظهار حدود الانقسام الفعلي داخل جماعة الأخوان وحزبها الرئيسي المتمثل بهذه الجبهة. وكان النائبان قد اعتقلا بعد أن قاما بتأدية التعازي لعائلة أبو مصعب الزرقاوي.










All the contents on this site are copyrighted ©.