2006-09-27 15:47:22

في مقابلته العامة مع المؤمنين قداسة البابا يتحدث عن القديس توما الرسول


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وتمحور تعليم الأب الأقدس هذا الأسبوع حول القديس توما الرسول. قال يستمد اسم توما جذوره من كلمة "تَأَم" العبرانية وتعني "توأم". إنجيل القديس يوحنا يكشف لنا عن التفاصيل الهامة في شخصية توما، فقد قال في إحدى المناسبات لباقي الرسل: "فلنمضِ نحن أيضاً لنموتَ معه" (أي مع يسوع عندما قرر الذهاب إلى بيت عنيا). وقد أظهرت هذه العبارات اندفاع توما في السير وراء المعلم الإلهي، ومشاركته مصيره. وتلاميذ المسيح مدعوون اليوم إلى اتّباعه في كل لحظة وإلى جعله جزءاً من حياتهم اليومية. ويقول بهذا الصدد القديس بولس الرسول في رسالته إلى مسيحيي قورنتس "إنكم في قلوبنا على الحياة والموت" (2 قورنتس 7، 3).

وخلال العشاء الأخير، وعندما قال يسوع لتلاميذه "إذا ذهبت وأعددت لم مقاماً أرجع فآخذكم إلي لتكونوا أنتم أيضاً حيث أنا أكون"، قال له توما "يا رب إننا لا نعرف إلى أين تذهب، فكيف نعرف الطريق؟" (يوحنا 14، 5). وسمح هذا السؤال الذي يبدو بسيطاً وسطحياً ليسوع بأن يقول العبارة التالية "أنا الطريق والحق والحياة".

وبعد قيامة يسوع من بين الأموات، بدا القديس توما مرتبكاً وحائراً، ولم يصدق أن الرب ظهر لباقي الرسل في غيابه، وقال عبارته الشهيرة " إذا لم أبصر أثر المسمارين في يديه وأضع إصبعي في مكان المسمارين، ويدَي في جنبه، لا أؤمن". ويتضح من هذه الكلمات أن آثار الآلام التي عانى منها يسوع محبة بالبشر، أصبحت العلامات التي يُمكن من خلالها التعرف عليه، وكأن ملامح وجهه لم تعد كافية لمعرفته.

وبعد ثمانية أيام ظهر المسيح مجدداً وسط التلاميذ وقال لتوما: "هات إصبعك إلى هنا فانظر يديّ، وهات يدَك فضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً" (يوحنا 20، 27). فجاء جواب توما تعبيراً عن إيمانه العظيم فقال: "ربي وإلهي" (يوحنا 20، 28). بعدها قال يسوع: "آمنت لأنك رأيتني، طوبي للذين يؤمنون ولم يروا" (يوحنا 20، 29). ووجه يسوع هذه الكلمات إلى جميع المسيحيين الذين سيأتون بعد القديس توما، وبالتالي إلينا نحن جميعاً.

وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين قال البابا: يروي تقليد مسيحي قديم أن القديس توما بشر سورية وبلاد الفرس وصولاً إلى غرب الهند ومن هناك امتدت الديانة المسيحية لتصل إلى جنوب شبه القارة الهندية. وتمنى البابا أن يغذي مثال القديس توما الرسول إيماننا بيسوع المسيح، ربنا وإلهنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.