2006-09-24 13:14:43

البابا يتحدث قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي عن تضحية الراهبة الإيطالية ليونيللا ضحية العنف في الصومال


صلاة التبشير الملائكي

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر اليوم حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة القصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستل غاندولفو القريبة من روما ليتلو مع المؤمنين الذين احتشدوا بالآلاف في الساحة المحاذية للقصر الرسولي صلاة التبشير الملائكي. قال البابا أيها الأخوة والأخوات الأعزاء. في إنجيل هذا الأحد يعلن يسوع على تلاميذه وللمرة الثانية آلامه وموته وقيامته. إن الإنجيلي مرقس يبرز التضارب القوي بين عقلية يسوع والاثني عشر الذين لم يفهموا كلمات المعلم لا بل رفضوا فكرة موته. لكنهم كانوا في خصام ما بينهم على من هو الكبير فيهم. وانصرف يسوع بصبر ليشرح لهم منطق المحبة إلى حد تكريس الذات قائلا:"من أراد أن يكون الأول فليكن آخر الجميع وخادم الجميع".

إنه منطق المسيحية، أضاف البابا يقول، الذي يتجاوب مع حقيقة الإنسان المخلوق على صورة الله لكنه في الوقت نفسه يتضارب مع أنانيته وليدة الخطيئة الأصلية. إن المحبة ـ التي هي في نهاية المطاف الله ذاته ـ تجتذب إليها الشخص البشري الذي غالبا ما يخطأ في عيشها وبالتالي تنشأ من نوايا وأفعال سيئة بفعل الخطيئة الأصلية. ويذكِّر بهذا الأمر القديس يعقوب في رسالته إذ يقول:"لأنه حيث يكون الحسد والخصام فهناك يكون الخلل وكل أمر رديء. أما الحكمة التي هي من فوق فهي طاهرة، ملؤها السلام والتواضع والطاعة، وملؤها الرحمة والثمار الصالحة التي لا ممالقة منها ولا محاباة". وينهي الرسول بالقول:"إن ثمار البر تُزرع بالسلام لفاعلي السلام". 

هذه الكلمات تحمل على التفكير في شهادة مسيحيين كثر ضحوا بحياتهم بتواضع وصمت في خدمة الآخرين فكانوا فاعلي سلام وبالتالي صانعي سلام. والبعض منهم قضى كما حصل لأيام قليلة خلت مع الراهبة الإيطالية ليونيللا سغورباتي التي سقطت ضحية العنف. لقد ماتت هذه الراهبة التي خدمت لسنوات طويلة الفقراء والصغار في الصومال وهي تلفظ كلمة "اغفر". إنها شهادة مسيحية أصيلة وعلامة صلح تبرهن انتصار المحبة على البغض والشر. ما من شك أن السير وراء المسيح أمر صعب ولكن، كما يقول يسوع، "من أهلك نفسه لأجلي ولأجل بشارتي يُحييها"، ويعطي معنى لوجوده. فلتساعدنا العذراء مريم كي نفتح قلوبنا أكثر فأكثر على محبة الله، سر فرح وقداسة.

بعدها تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي. وأضاف يقول: يسعدني أن أوجه تحية خاصة إلى فريق الأساقفة من مختلف أنحاء العالم الذين يشاركون في المؤتمر المسكوني الذي نظمته حركة فوكولاري. وأشكرهم على التزامهم الخاص في العمل من أجل وحدة جميع المسيحيين. ووجه البابا أيضا تحيات بلغات عديدة منها الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والبولندية ثم منح جميع الحاضرين ومن استمعوا إليه بواسطة الإذاعة والتلفزيون بركته الرسولية.       

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.