2006-09-20 14:33:04

في مقابلته العامة مع المؤمنين قداسة البابا يشرح المغزى من الخطاب الذي ألقاه في جامعة ريغنسبورغ


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. واستعرض الأب الأقدس مع الحاضرين ومن استمعوا إليه عبر الإذاعة والتلفزيون محطات الزيارة الراعوية التي قادته الأسبوع الماضي إلى منطقة بافاريا الألمانية.

وفي سياق حديثه عن الزيارة، تطرق الحبر الأعظم إلى اللقاء الذي جمعه في جامعة ريغنسبورغ، في الثاني عشر من أيلول سبتمبر الجاري، مع الأساتذة والطلاب في هذا المعهد التربوي الذي درّس فيه لسنوات طويلة. قال البابا: لقد تطرقت في خطابي إلى العلاقة بين الإيمان والعقل. واقتبست فيه بعض الكلمات التي وردت في حوار مسيحي ـ إسلامي دار في القرن الرابع عشر، وطرح خلاله الإمبراطور البيزنطي مانويل باليولوغوس الثاني على محاوره المسلم، وبطريقة قد تبدو لنا "فظة"، مشكلة العلاقة بين الدين والعنف. وقد أُسيء فهمُ الكلمات التي استشهدت بها، وللأسف. لكن من يقرأ ـ بانتباه ـ نص الخطاب الذي ألقيته يرى بوضوح أنني لم أشأ ـ بأي شكل من الأشكال ـ أن أتبنى هذه الكلمات السلبية التي تلفظ بها إمبراطور عاش في القرون الوسطى، وأن مضمون ما قيل لا يعبّر إطلاقاً عن قناعتي الشخصية.

وكانت غايتي الانطلاق من الكلمات الجميلة التي قالها الإمبراطور باليولوغوس فيما بعد لمحاوره، بشأن "التعقل الذي يجب أن يوجّه نشر الإيمان"، وأردت أن أشرح أن الدين والعقل يسيران جنباً إلى جنب، لا الدين والعنف. وكان موضوع المداخلة التي ألقيتها "العلاقة بين الإيمان والعقل" وأردت أن أدعو الإيمان المسيحي إلى الحوار مع العالم المعاصر ومع جميع الثقافات والأديان.

آمل أن يكون قد ظهر بوضوح ـ خلال مناسبات مختلفة من زيارتي الراعوية إلى ألمانيا، عندما سطرتُ في ميونخ على سبيل المثال أهمية احترام ما هو مقدس لدى الآخرين ـ احترامي العميق للأديان الكبرى، وبنوع خاص للمسلمين الذين يعبدون الإله الأوحد، وقد التزمنا سوياً في نشر وتعزيز العدالة الاجتماعية، القيم الخلقية، السلام والحرية وسط جميع البشر. آمل اليوم، وبعد ردود الفعل الأخيرة، أن يعطي الخطاب الذي ألقيته في جامعة ريغنسبورغ دفعاً وتشجيعاً لحوار إيجابي بين الديانات من جهة وبين العقل والإيمان المسيحي في عصرنا من جهة أخرى.








All the contents on this site are copyrighted ©.