2006-09-10 12:59:55

زيارة قداسة البابا الرسولية إلى مقاطعة بافاريا الألمانية


زيارة قداسة البابا إلى مقاطعة بافاريا الألمانية

بدأ قداسة البابا بندكتس السادس عشر يومه الثاني من زيارته الرسولية إلى مقاطعة بافاريا الألمانية بقداس إلهي في ساحة المعرض التجاري في مونيخ بحضور 250 ألف مؤمن. وألقى عظة تركزت على كون الله محور حياتنا. قال البابا إن ليتورجية اليوم تقودنا نحو الطريق المستقيم وإن موضوع الله مرتبط بالقضية الاجتماعية أي مسؤولياتنا المتبادلة ومسؤولياتنا في الإقرار بسيادة العدالة والمحبة في العالم. ويعني هذا الارتباط أن التعليم المسيحي موجه إلى الجميع أثرياء كانوا أم فقراء. ونستشف من القراءات المقدسة اليوم أن يسوع المسيح الإله الواحد والذي صار إنسانا من أجل خلاص جميع البشر كان رجلا بسيطا إلى حد أنه مات على الصليب محبة بالآخرين.

إن محبة الآخرين تعني السعي إلى تحقيق العدالة. إنها حجر الزاوية للإيمان ومحبة الله. وبالتالي لا بد أن يحتل السيد الرب مكانة رئيسة في حياتنا وتصرفاتنا تجاه الآخرين. ونفعل هذا حين نرفع الصلاة للآب قائلين ليأت ملكوتك. نصلي كي تسود إرادة الله كل مراحل حياتنا وكي تصبح العدالة والمحبة قوة سلام في العالم. فإذا عشنا حياتنا وفقا لمشيئة الرب نصبح متساوين جميعا وأحرارا وتنبت بذرة التآخي بيننا. إن يسوع ينظر إلى الفقراء والمرضى والمحتاجين والمهمشين ليعطيهم الرجاء بحياة أفضل ويقودهم نحو المساواة والتآخي. يسوع يدلنا على الطريق الواجب أن نسير عليه.

مضى قداسة البابا إلى القول إن الكنيسة في ألمانيا نشطة في المجال الاجتماعي وتسعى جاهدة إلى مساعدة الكنائس الأخرى سيما منها الأفريقية. مع ذلك على الكنيسة أينما وجدت أن تكون نشطة في مجال الكرازة بإنجيل يسوع المسيح في مختلف أنحاء العالم كي ترتد قلوب البشر. إن الشأن الاجتماعي والإنجيل أمران لا ينفصلان عن بعضهما. فإذا حملنا إلى الآخرين المعرفة والعلم والتكنولوجيا فعلنا القليل وبات العالم فريسة حب السلطة والقوة والعنف. علينا إذا أن نحمل في الوقت نفسه كلمة الخلاص المسيحي التي تقوي القلوب والعزائم وتضع جذور المصالحة والمحبة والسلام في كل مكان. إن شعوب أفريقيا وآسيا تندهش أمام طاقات الغرب وقدراته العلمية والفكرية لكنها تخشى في الآن معا من منطق يستثني الله ورؤية الإنسان.

العالم بحاجة اليوم إلى الله. إنه بحاجة إلى ذاك الذي مات على الصليب من أجل خلاصنا. العالم بحاجة إلى الإله الحق كي يرفض العنف ويعود إلى ينابيع المحبة والمصالحة. علينا أن نرفع صوتنا بقوة رافضين العنف الذي واجهه يسوع بآلامه وتصدى للشر برحمته. فإليه نتوجه طالبين شفاعته ورحمته اللامتناهية كي نكون قادرين على نشر كلمته وسط البشر.

في نهاية القداس الإلهي وقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين وجه البابا بندكتس السادس عشر كلمة تمحورت حول ضرورة عيش حياتنا وفقا لتعاليم السيد المسيح وانطلاقا من التعايش السلمي بين جميع البشر. قال البابا علينا أن نضع الله في أولوية اهتماماتنا وأن نقتدي بمثال أم الله مريم العذراء التي كانت تنصت طوال حياتها لكلمة الله والتي تتجه إليها قلوب المؤمنين منذ القرون الأولى للمسيحية. والدليل إلى هذه التقوى المعابد المريمية المنتشرة في أرض بافاريا حيث كنائس كثيرة مكرسة لوالدة الله. هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي ومنح الجميع بركته الرسولية.        

 


 








All the contents on this site are copyrighted ©.