2006-09-07 09:37:16

في مقابلة الأربعاء العامة قداسة البابا يحدث المؤمنين عن الرسول فيلبس ويكل زيارته الرسولية لألمانيا إلى العذراء القديسة


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وتمحورت حول فيلبس الرسول الذي كان يحتل المركز الخامس في لوائح أسماء الإثني عشر. قال الأب الأقدس إن فيلبس، ورغم كونه يهوديا، يحمل اسما يونانيا مثل إندراوس، ما يشكل علامة صغيرة لإنفتاح ثقافي، لا ينبغي التقليل من شأنه.

وبحسب إنجيل القديس يوحنا، أضاف البابا يقول، إن فيلبس من بيت صيدا، مدينة بطرس وأندراوس، وبعد أن دعاه يسوع، التقى فيلبس نتنائيل وقال له: "وجدنا الذي ذكره موسى في الشريعة والأنبياءُ في الكتب، وهو يسوعُ ابنُ يوسف في الناصرة". أما جواب نتنائيل فلفّه التشاؤم وقال:"أو يخرج من الناصرة شيء صالح؟"، غير أن فيلبس لم يستسلم وردّ قائلا لـ نتنائيل:"هلمَّ فانظر!"

وفي هذه الإجابة الواضحة، أضاف قداسة البابا يقول، يُظهر فيلبس ميزات الشاهد الحقيقي،فهو لا يكتفي بإعلان المسيح إنما يدعو محاورَه ليقوم باختبار شخصي لما قد أعلنه. ولاحقًا وفي رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس، نقرأ أنه علينا أن "نتعلّم المسيح"، وبالتالي لا يكفي الإصغاء فقط إلى تعاليمه، بل علينا التعرّف إلى إنسانيته وألوهيته وسره وجماله. فهو ليس معلما فقط، إنما صديقًا بل أخا.

وتابع البابا قائلا:قبل الآلام، كان بعض اليونانيين في القدس لمناسبة الفصح، فعمدوا إلى فيلبس وقالوا له:سيدي نريد أن نرى يسوع. فذهب فيلبس فأخبر إندراوس، وذهب أندراوس وفيلبس فأخبرا يسوع. ونلاحظ هنا المكانة المرموقة التي كان يحتلّها فيلبس بين جماعة الرسل. ففي هذه الحالة، لعب دور الوسيط بين مطلب بعض الأجانب ويسوع. وهذا يعلّمنا أن نكون دوما مستعدين لقبول الأسئلة والتضرعات، ومن أي جهة أتت، وتوجيهها نحو الرب، القادر وحده على تلبيتها بالكامل. ومن الأهمية بمكان، أن يكون كل واحد منا طريقًا مفتوحًا نحو الله.

وهناك مناسبة أخرى مميزة تحدّث عنها قداسة البابا. ففي العشاء الأخير، قال فيلبس ليسوع:"ربَّنا أرنا الآبَ وحسبُنا"، فأجابه يسوع:"أنا معكم منذ وقت طويل، ألا تعرفني يا فيلبس؟ من رآني رأى الآب. فكيف تقول: أرنا الآب. ألا تؤمن بأني في الآب وأنّ الآب فيّ... صدّقوا قولي: إني في الآب وإنّ الآب في". ونستطيع القول إن الله أتخذ وجها إنسانيا، هو وجه يسوع. وإذا أردنا التعرف إلى وجه الله، فعلينا أن نتأمل بوجه يسوع! وختم الأب الأقدس مقابلته العامة بالقول: يعلمنا فيلبس أن نكون مع يسوع وندعو الآخرين لمقاسمة هذه الرفقة التي لا غنى عنها.

وبعد أن لخّص قداسة البابا تعليمه بعدة لغات طلب إلى المؤمنين أن يرافقوه بالصلاة خلال زيارته الرسولية إلى ألمانيا السبت المقبل وقال:"أشكر الرب على هذه الفرصة التي منحني إياها للذهاب إلى بافاريا، وللمرة الأولى منذ إنتخابي أسقفًا على روما. أكل زيارته إلى العذراء القديسة طالبًا إليها أن تنال للشعب الألماني ربيعًا متجددا من الإيمان والرقي المدني.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.