نية قداسة البابا العامة لشهر سبتمبر 2006

نية قداسة البابا العامة لشهر سبتمبر

كي يستخدم الإعلاميون وسائل الإعلام بضمير ومسؤولية. يقول الحبر الأعظم في هذا الصدد لا بد لتأمل واع حول البعد الخلقي للإعلام أن يقود إلى مبادرات عملية قادرة على إزالة الأخطار التي تهدد رفاهية الإنسان كي تكون وسائل الإعلام منبعا أصيلا تغتني منه البشرية. وفي هذا المضمار هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق العاملين في هذا القطاع وكذلك أيضا على عاتق السلطات العامة. لقد سطر السعيد الذكر البابا بولس السادس ضرورة أن يعرف المسؤولون عن الإعلام ويدركوا احتياجات العائلة واضعا هذه الأخيرة في محور اهتمامات وسائل الإعلام كونها الخلية الرئيسة للمجتمع البشري.

من الصعب مقاومة الضغوط التجارية والحاجة للتجاوب مع الإيديولوجيات المعلمنة. من هنا ضرورة أن يعي الإعلاميون أهمية توجيه المجتمع نحو القيم الأدبية السامية حفاظا على تراث البشرية. وعلى السلطات العامة أن تدافع عن العائلة والزواج لما فيه خير المجتمع. مع ذلك هناك من يدعي أن العائلة تعيش اليوم أزمة خطيرة ما يضعف من صلابتها وبالتالي من تماسك المجتمع. ولهذا لا بد للمعنيين في قطاع الإعلام من توفير إعلام سليم وموضوعي يرتكز إلى قيم مستوحاة من تعاليم الإنجيل الداعية إلى المحبة والتضامن وروح المسؤولية. ولا بد لممثلي العائلات من المشاركة في صنع القرارات السياسية.

زد إلى ذلك أن مجتمعا سليما يحتاج بالضرورة إلى توزيع عادل للثروات على الصعيدين القومي والدولي واحترام الثقافات التقليدية. وفي هذا الصدد يلعب الإعلام دورا رئيسا في توجيه الرأي العام نحو احترام هذه المبادىء. وللعائلة أيضا دور هام في تربية البنين على فهم وإدراك وسائل الإعلام واستخدامها بشكل سليم. وإن لوسائل الإعلام الاجتماعي طاقة هائلة لتعزيز قيم العائلة والأسرة البشرية وحمايتها من التيارات الساعية إلى تفكيكها وإضعافها.