2006-08-29 14:35:02

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الثلاثاء 29 أغسطس 2006


حرب لبنان جولة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي

يخطأ من يقول إن الحرب على لبنان أو في منطقة الشرق الأوسط قد انتهت. لم تنته لأسباب ومعطيات عدة. فالقرار الأممي 1701 دعا فقط إلى وقف الأعمال العدائية بين الجانبين المتحاربين بدون الدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي يبقى منوطا بمدى تجاوب الطرفين المتنازعين. زد إلى ذلك أن الحرب لم تحسم الملفات التي فجرتها. إسرائيل فشلت في استعادة الجنديين الأسيرين في ما حزب الله بات اليوم أكثر تمسكا بحقه في مواصلة المقاومة لاستعادة مزارع شبعا وتحرير اللبنانيين الأسرى من السجون الإسرائيلية. 

وما القول عن الوضع السياسي الإقليمي الذي يبقى ساخنا في ما تزداد التوترات بين مختلف الأطراف ناهيك عن إصرار إيران على مواصلة برامجها النووية والوضع في فلسطين حيث لا يمر يوم واحد بدون سقوط قتلى وجرحى والحالة غير المستقرة في العراق والدور السوري في  لبنان خاصة وفي المنطقة بشكل عام. سيناريو يثير لدى الولايات المتحدة والأطراف الإقليمية الكثير من التوتر والاضطراب. مع ذلك فإن المراحل القادمة للصراع العربي الإسرائيلي غير مرهونة بموعد زمني بقدر ما هي منوطة بعوامل مختلفة تدخل في إطار مخطط إقامة الشرق الأوسط الكبير أو الجديد حسب تعبير واشنطن.

ويتخوف المراقبون وأصحاب الرأي من أن تكون الحرب الإسرائيلية على لبنان بمثابة حلقة من سلسلة حروب إقليمية سيما بعد أن راحت أمريكا تفرض إملاءاتها السياسية بوسائل القوة وفقا لمبدأ الحرب الوقائية وبعد أن باتت هذه المنطقة بمثابة رجل مريض ينبغي علاجه باستئصال المرض منه أي الإرهاب والتطرف وبفرض الوصاية عليه بحجة إصلاحه. وقد يأتي دور إيران بعد لبنان حتى ولو بدا الأمر أكثر تعقيدا نظرا لقوة إيران العسكرية ومخاوف إسرائيل وواشنطن من السلاح النووي الإيراني. لكن الحرب الوقائية التي ابتكرتها الإدارة الأمريكية قد تجري ضد إيران بأشكال مختلفة ربما من خلال إضعاف التحالف الثلاثي بين سوريا وإيران وحزب الله أو دعم حركات المعارضة السورية ولعب ورقة الجماعات الإسلامية لتغيير النظام السوري. 

وفي ما يواصل أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان جولته على بلدان المنطقة في محاولة لتطبيق مضامين القرار الأممي 1701 وصل إلى لبنان نائب الرئيس الإيراني علي سيد في زيارة تدوم يومين يقترح خلالها على المسؤولين اللبنانيين مساعدة إيرانية لتعمير لبنان. يلتقي الضيف الإيراني كلا من رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي طالب بتجريد الفصائل الفلسطينية المتمركزة في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والحدود الإسرائيلية اللبنانية من سلاحها وذلك في إطار القرار الأممي 1701. جاء هذا الطلب خلال لقاء شارك فيه أيضا مسؤولون من الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

 وكان عنان قد دعا إلى رفع الحصار عن لبنان وطالب حزب الله بإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين وقال إنه سيطلب من الرئيس السوري بشار الأسد في وقت لاحق من هذا الأسبوع إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان والسيطرة على الجانب السوري من الحدود. وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة للعب دور بشأن تبادل الأسرى مشيرا إلى الحاجة لإطلاق سراح السجناء اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل. وفي هذا الصدد دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية الحكومة الألمانية إلى ممارسة ضغوط على الحكومة اللبنانية للإفراج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين. ميدانيا صادر الجيش اللبناني كميات من الأسلحة في جنوب لبنان تابعة لحزب الله. أكد هذا النبأ رئيس الحكومة السنيورة في تصريح لصحيفتي لو موند الفرنسية وإيل بايز الإسبانية. 

من لبنان إلى العراق حيث أسفرت مواجهات عنيفة بين الجيش العراقي وميليشيات جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر في الديوانية عن مقتل أكثر من 70 شخصا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إن 50 مسلحا من عناصر جيش المهدي و20 جنديا عراقيا قتلوا في اشتباكات في بلدة الديوانية جنوب بغداد. ووصفت مصادر أمنية المواجهات بأنها حرب شوارع غير مسبوقة في البلاد. وحذرت من إمكانية توسعها ما سيؤدي إلى تدهور جديد للحالة الأمنية. وقام الصدر وهو عضو في الائتلاف الشيعي الحاكم بانتفاضات مسلحة ضد القوات الأمريكية والبريطانية والعراقية. ويتهم زعماء العرب السنة ميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر بالإشراف على فصائل الموت التي تقوم باغتيالات في البلاد وهو اتهام تنفيه الميليشيا.

عن الملف النووي الإيراني قالت مصادر رسمية في طهران إن التهديد الأمريكي بتشكيل تحالف مستقل لفرض عقوبات على إيران إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات بشأن برنامجها النووي يشكل إهانة لعمل المجلس الذي أمهل إيران لغاية يوم الخميس لوقف تخصيب اليورانيوم وهي العملية التي يمكن استغلالها في إنتاج الوقود اللازم للمفاعلات أو المواد التي تستخدم في صناعة الرؤوس الحربية. منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا يسعى لتنظيم لقاء مع علي لاريجاني المفاوض الإيراني حول الملف النووي قبل انتهاء المهلة. فرنسا من جهتها مستعدة للتحاور مع إيران لإيجاد منفذ لأزمتها النووية مع الغرب.

وتعتبر إيران أن من حقها امتلاك دورة المحروقات النووية لكن عدة دول وخصوصا الغربية منها تخشى أن تستغلها لإنتاج قنبلة ذرية. وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا من إيران تعليق أنشطتها النووية الحساسة منتقدة قلة تعاون السلطات الإيرانية لتحديد ما إذا كان برنامجها الذري لأغراض مدنية أم لا. ودعت إيران في ردها على عرض التعاون الذي قدمته الدول الست الكبرى أي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا إلى إجراء مفاوضات جدية لتسوية الأزمة رافضة تعليق التخصيب. وكانت دول عدة لجأت إلى تكنولوجيا المفاعلات التي تعمل بالمياه الثقيلة لإنتاج القنبلة الذرية خصوصا الهند وباكستان.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.