2006-08-21 14:27:47

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الاثنين 21 أغسطس 2006


إسرائيل تستعد لمواجهات جديدة مع حزب الله

تستعد إسرائيل مسبقا لخوض جولة ثانية من الأعمال الحربية ضد حزب الله إذ حذرت الجيش اللبناني من أي انتشار فوري لقواته على الحدود. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أنه سيدرس إخفاقات الهجوم الإسرائيلي على لبنان استعدادا لخوض جولة ثانية محتملة ضد حزب الله. من ناحيته طالب وزير البني التحتية الإسرائيلي بالاستعداد لاحتمال تجدد القتال في لبنان قريبا. وأضاف أنه يتوجب ترميم نظام قوات الاحتياط وإعداد الجبهة الداخلية استعدادا لجولة أخرى قد تبدأ في أية لحظة. وفي موازاة ذلك قال وزير الدفاع  إن الجيش لن ينسحب من قطاعات في لبنان مجاورة للحدود قبل انتشار القوة الدولية المعززة في جنوب لبنان وإنه سيواصل منع الجيش اللبناني من الانتشار على بعد أقل من كيلومترين من الحدود قبل انتشار قوة دولية.

وتواجه الأمم المتحدة صعوبة في تعزيز هذه القوة. فقد وصل وزير الخارجية التركي عبد الله غول إلى إسرائيل لمناقشة مشاركة بلاده فيها. وقال مسؤول إسرائيلي إن قرار فرنسا حصر عدد الجنود الذين سترسلهم إلى لبنان بمائتي جندي أثار استغرابا وإرباكا في إسرائيل. وزيرة الخارجية الإسرائيلية قالت إن بلادها تدرس مسألة مشاركة دول إسلامية في القوة الدولية مثل إندونيسيا وماليزيا. في ما طلب إيهود أولمرت من إيطاليا قيادة القوات الأممية على الحدود.

أمام هذا السيناريو يبدو واضحا أنه سيكون من الصعب على إسرائيل ابتلاع الهزيمة أمام حزب الله ولذلك من غير المستبعد أن تتحرك في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة في اتجاهين. الأول عسكري أي محاولة استكشاف نقاط الضعف والقصور في أداء القوات المسلحة التي أدت إلى هذه النتيجة غير المسبوقة وإعادة الكرة مرة أخرى من خلال شن عدوان جديد بخطط وقيادات عسكرية جديدة. والثاني سياسي أي إعادة تحريك العملية السلمية التي أعلن وزراء الخارجية العرب على لسان أمين عام الجامعة العربية وفاتها رسميا.

تجربة الأيام القليلة الماضية التي تلقت سريان مفعول قرار مجلس الأمن الدولي تثبت أن القيادة الإسرائيلية تواصل عمليات الإنزال وخرق الأجواء الجوية اللبنانية غير عابئة بالاتهامات الموجهة إليها بخرق القرار. فهي تريد منع وصول إمدادات جديدة من الصواريخ والعتاد العسكري لحزب الله ومحاولة اغتيال أو خطف أحد قياديي حزب الله مثل السيد حسن نصر الله أو الشيخ محمد يزبك ما يفسر عمليات الإنزال الفاشلة في بعلبك وأطرافها.

حلفاء إسرائيل في واشنطن ولندن سيحاولون مساعدتها على الجبهة السياسية من خلال تحركات محسوبة تهدف إلى تفريغ انتصار حزب الله من تداعياته العربية والإسلامية أولا وتكوين تحالف عربي لعزل إيران. فاللافت أن اللورد ليفي مستشار توني بلير يقوم حاليا بجولة في المنطقة العربية للتمهيد لزيارة رئيسه المقررة الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن تشمل العواصم العربية الرئيسة مثل الرياض والقاهرة وعمان علاوة على القدس الشرقية.

التحرك البريطاني المدعوم أمريكيا يركز على أمرين رئيسيين. الأول إعادة إحياء خريطة الطريق وتقديم بعض التنازلات للطرف الفلسطيني. وهذا ما يفسر التحرك الأخير للرئيس محمود عباس الذي تمثل في بدء المشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس وثيقة الأسرى كرد على مطالب حل السلطة بعد موجة الاعتقالات الإسرائيلية التي شملت رئيس المجلس التشريعي وأمين سره وثلث أعضائه علاوة على نائب رئيس الوزراء وتسعة من الوزراء.

الأمر الثاني يكمن في محاولة إحياء العملية التفاوضية مع سوريا عبر التلويح باستعداد إسرائيل للتنازل عن هضبة الجولان وفق معظم الشروط السورية وخاصة التواجد عند مياه بحيرة طبريا أي كما كان عليه الحال قبل احتلال عام 1967. الخطة الأمريكية الجديدة التي ربما يحملها بلير أثناء جولته في المنطقة ستركز على كيفية إبعاد سوريا عن إيران وتحويلها إلى منطقة عازلة بين إيران وحزب الله في جنوب لبنان بما يؤدي إلى قطع الإمدادات العسكرية إلى الحزب ووقف دعمها السياسي لفصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

على صعيد آخر أخفق وزراء الخارجية العرب بالوصول إلى اتفاق حول آلية لتقديم المساعدات لإعادة إعمار لبنان وفشلوا في الاتفاق على تحديد موعد لعقد قمة عربية استثنائية للبحث في الأوضاع في المنطقة بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان وكلفوا الأمين العام لجامعة الدول العربية بإجراء المزيد من المشاورات مع قادة الدول العربية بشأن ذلك. وشهدت اجتماعات الوزراء العرب جدلا حادا وخلافات نشبت بين عدد من الوزراء حول المواضيع التي ناقشوها كما تحفظ مندوبو ليبيا وعُمان وقطر على فكرة عقد قمة مبكرة وطالبوا بالمزيد من التقييم.

وقرر مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعه بالقاهرة دعوة مجلس الأمن للانعقاد الشهر المقبل للبحث في إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وتقرر أن تقوم مصر والسعودية والأردن بالتقدم بمبادرة ثلاثية لإعادة عملية السلام إلى الأمم المتحدة على أن تتشكل لجنة عربية بمشاركة الأمين العام للجامعة لدراسة الأفكار التي ستقدم إلى مجلس الأمن والقيام بالاتصالات الضرورية مع الأطراف المعنية.

الآن وبعد أن هدأ غبار الحرب في لبنان ولو مؤقتا فإن الدرس الأبرز الذي يمكن استخلاصه من وسط الركام هو أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تحل المشاكل والأزمات مثلما كان عليه الحال قبل ثلاثين عاما. الإدارة الأمريكية التي باتت تقود العالم اتبعت أسلوب الحلول العسكرية في كل من العراق وأفغانستان وجاءت النتائج كارثية بكل المقاييس. فالحرب على الإرهاب في أفغانستان لم تحقق أهدافها في القضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وغزو العراق واحتلاله قدم نموذجا سيئا لغرور القوة الأمريكية. فلا العراق تحول إلى دولة ديمقراطية ولا القوات الأمريكية نجحت في تقديم البديل الذي يبرر خسائرها المادية والبشرية الكبيرة من جراء هذه المغامرة العسكرية. الحلول السياسية هي الأكثر فاعلية إذا ما جرى استخدامها بشكل جيد وفي الأطر الدولية للوصول إلى حلول للمشاكل في العالم بشكل عام وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة.








All the contents on this site are copyrighted ©.