وحده الإنفتاح على سر الله الذي هو محبة يستطيع أن يروي العطش إلى الحقيقة وسعادة القلب: من كلمة قداسة البابا في مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين

أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين، في باحة القصر البابوي الصيفي في بلدة كاستيل غاندولفو، القريبة من روما، وتمحور تعليمه هذا الأسبوع حول عيد انتقال الطوباوية مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء. وأمام أربعة آلاف مؤمن قدموا من مختلف أنحاء العالم، قال الأب الأقدس إنّ مريم تزهو على هذه الأرض كعلامة العزاء والرجاء الأكيد لشعب الله في حجه، وأشار إلى أن هناك من يعيش اليوم وكأنه لن يموت أبدًا، أو كأن كل شيء سينتهي مع الموت، وهناك من يعتبر أيضًا أن الإنسان هو الصانع الوحيد لمصيره الخاص، وكأن الله غير موجود، لا بل وكأن لا مكان له في عالمنا.

أما إنجازات التقنية والعلوم التي حسّنت بشكل لافت أوضاع البشرية، أضاف البابا يقول، فلا تجد حلولا لتساؤلات النفس البشرية، الأكثر عمقًا. فوحده الإنفتاح على سر الله، الذي هو محبة، يستطيع أن يروي العطش إلى الحقيقة وسعادة القلب؛ ووحدها نظرة الأبدية تستطيع أن تعطي القيمة الحقيقية للأحداث التاريخية، سيما سر الضعف البشري والألم والموت.

ومن خلال التأمل بمريم في المجد السماوي، أضاف قداسته يقول، نفهم بأن الأرض ليست موطننا النهائي، وأننا إذا عشنا متطلعين باستمرار إلى الخيور الأبدية، فسوف نتقاسم يومًا المجد نفسه. ولهذا، وعلى الرغم من آلاف الصعوبات اليومية، لا ينبغي أن نفقد السكينة والسلام. فالعلامة الساطعة لإنتقال العذراء في السماء، تلمع أكثر فأكثر حينما تتكدّس في الأفق ظلال الألم والعنف. وكلنا ثقة، قال الأب الأقدس، بأن مريم ترافق خطواتنا من العلى، وتطمئننا في أوقات الشدة وتساعدنا بيدها الوالدية. وهكذا، نواصل بثقة مسيرة التزامنا المسيحي حيث تقودنا العناية الإلهية.

وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين، وجه البابا تحيات بلغات مختلفة خاصًا بالذكر الشباب والمرضى والأزواج الجدد، وقال: فليضئ نور المسيح حياتكم ويجعلها مثمرة بالخير. وأضاف: أود أن أنهي لقاءنا بتذكار الأخ روجيه شوتس، مؤسس جماعة تيزي، الذي إغتيل لعام خلا، وتحديدًا في 16 من آب أغسطس الفائت، خلال صلاة المساء. إنّ شهادة إيمانه المسيحي والحوار المسكوني، تابع قداسة البابا يقول، شكلت على الدوام تعليمًا لأجيال الشباب. ونسأل الرب بأن تساهم التضحية بحياته في تعزيز الإلتزام لصالح السلام والتضامن.