2006-08-07 14:01:50

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الاثنين 7 أغسطس 2006


اليوم السابع والعشرون للحرب على لبنان وسط محاولات خجولة لوقفها

 

في اليوم السابع والعشرين من العملية العسكرية ضد لبنان لم يضعف زخم الحرب بين القوات الإسرائيلية وحزب الله. ففي حين قتل وجرح العشرات في الجانبين رفضت بيروت مسبقا مشروع القرار الفرنسي الأمريكي لوقف المعارك خشية من أن يكرس القرار احتلالا إسرائيليا جديدا لجنوب لبنان حيث تنشر الدولة العبرية 10 آلاف عسكري في محاولة لفرض منطقة أمنية عازلة. كذلك رفضت مشروع القرار دمشق وطهران اللاعبتان الأساسيتان في الشرق الأوسط في حين أعلنت سوريا استعدادها لمواجهة حرب إقليمية.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن القرار الدولي حول النزاع في الشرق الأوسط يفترض أن ينهي بسرعة العنف الواسع النطاق في الشرق الأوسط إلا أنها حذرت من أنه ليس سوى خطوة أولى باتجاه الحل الدائم. وقالت آمل أن تروا في وقت قريب للغاية نهاية لهذا النوع من العنف والعمليات العسكرية الواسعة النطاق بشكل يسمح بنشر قوات دولية في جنوب لبنان. إلا إنها لم تستبعد استمرار ما أسمته بالمناوشات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي حتى بعد وقف إطلاق النار.

وفيما ذهب رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى المجاهرة برفض لبنان أي مشروع قرار خارج نطاق البنود السبعة لخطة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أعلن هذا الأخير أن الصيغة الأولية التي وضعت للمشروع الأمريكي الفرنسي بشأن القرار المقترح في مجلس الأمن لا تأخذ بأمرين أساسيين هما جوهر النقاط الحكومية السبع وهي الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة مؤخرا والعودة إلى خلف الخط الأزرق والانسحاب من شبعا تمهيدا لفرض الدولة سلطتها جنوب نهر الليطاني.

إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن مشروع القرار الأمريكي الفرنسي المطروح في مجلس الأمن لحل النزاع ليس سوى وصفة لاستمرار الحرب. وقال إن القرار ليس عادلا وهو وصفة لاستمرار الحرب ولنشوب حرب أهلية لا تثير اهتمام أحد باستثناء إسرائيل. وأضاف أن دمشق تدعم التوافق اللبناني حول الخطة السباعية. إيران من جهتها وصفت مشروع القرار الأممي بالعملية السياسية ضد لبنان.

أما إسرائيل فقد ردت إيجابيا على هذا المشروع إلا أنها أكدت أنها لن تنسحب من جنوب لبنان إلا عندما تأتي قوة دولية للحلول مكانها في حين أكد حزب الله أنه لن يوقف العمليات ما دام هناك جندي إسرائيلي واحد على الأرض اللبنانية. روسيا من جهتها أثارت مسألة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان إذ قال وزير خارجيتها إيفانوف إنه من السابق لأوانه مناقشة مسألة مشاركة روسيا في قوة دولية في لبنان طالما لا تزال عالقة مسألة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

ميدانيا تواجه إسرائيل صعابا عسكرية في مواجهة حزب الله إذ قال خبير عسكري أمريكي إنها حرب عصابات تقليدية لا يمكن فيها الانتصار إلا باللجوء إلى عمليات تدمير مروعة. إسرائيل لا ترى أن حزب الله مجرد جيش من رجال حرب العصابات. فهو مدرب ومنظم ولديه شبكة قيادة وجيد التسلح إلى أقصى حد إلا أنه يحتفظ بخاصية حرب العصابات. كما أن الإسرائيليين يفتقرون إلى المعلومات المؤكدة. لقد أساؤوا كليا تقدير حجم ترسانة حزب الله وحجم مخزونه من السلاح والذخيرة. ولم يدركوا مدى تجذره في الجنوب اللبناني. أخيرا فإن رئيس الوزراء أولمرت ليس عسكريا وقد انساق إلى رأي قائد أركانه وهو رجل من السلاح الجوي أقنعه بأن القوة الجوية يمكن أن تحقق أكثر مما تستطيع بالفعل. وهذا أيضا خطأ تقليدي. وحول إمكانية أن تشن إسرائيل عملية برية واسعة النطاق يرى الخبراء العسكريون أنه كان على إسرائيل شن حرب برية في الحال. هذا صحيح لكن مستوى القوة الذي يتطلبه سحق مثل هذا العدو كبير إلى حد أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين لن تكون على استعداد للقبول بها. لقد فوجىء الإسرائيليون بقوة وطبيعة حزب الله ما دفعهم إلى التقليل من طموحاتهم. وهم يأملون الآن في الحصول على نوع من النجاح قبل أن يصبح وقف إطلاق النار الذي يريدونه أيضا لا مفر منه.

في بلدة بيت ساحور في الضفة الغربية تظاهر نحو 300 مسيحي فلسطيني تأييدا لحزب الله الشيعي اللبناني في حربه مع إسرائيل. حمل المتظاهرون أعلام حزب الله والأعلام الفلسطينية ولافتات تلقي باللوم على إسرائيل في النزاع. وساروا في شوارع البلدة القريبة من مدينة بيت لحم. وكتب على إحدى اللافتات حزب الله يمثل العرب ولذلك فهو يمثلنا لأننا عرب. وجاء في استطلاع للرأي أن 97% من الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤيدون حزب الله في مقاومته العدوان الإسرائيلي.  بالمقابل اعتقلت السلطات السعودية 7 أشخاص على الأقل لمشاركتهم في احتجاجات مؤيدة لحزب الله اللبناني في شرق البلاد حيث تتركز الأقلية الشيعية. وتمت الاعتقالات يومي السبت والأحد بعد أن شهدت مدينة القطيف وبلدة صفوة مسيرات شارك فيها المئات تأييدا للمقاومة اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان. واجهت السلطات السعودية المسيرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي بشيء من التسامح رغم حظرها للمظاهرات في البلاد. وحول عمليات الاعتقال التي قامت بها الشرطة في القطيف قال بعض المواطنين من المدينة إنه تم احتجاز بعض المشاركين في المظاهرات واعتبروا أن هذا الإجراء مخالف للقوانين الدولية. يذكر أن السعودية انتقدت عملية حزب الله التي أسر خلالها جنديين إسرائيليين في 12 من الشهر الماضي واعتبرتها مغامرة غير محسوبة ولا تصب في مصلحة لبنان.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.