2006-08-01 14:36:42

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الثلاثاء 1 أغسطس 2006


تسارع العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان رغم الدعوات لوقفها

تلقى الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر من القيادة العسكرية المركزية لتوسيع معاركه البرية في جنوب لبنان حتى نهر الليطاني ما يعني أن إسرائيل تحاول كسب المزيد من الوقت من خلال استمرارها في رفض وقف لإطلاق النار كي تنظف على حد قول قائد أركان جيشها معاقل وبؤر عناصر حزب الله في الجنوب ضاربة عرض الحائط بالهدنة الإنسانية التي لو أتت بشيء لكان فقط لانتشال جثث المدنيين اللبنانيين من تحت الأنقاض واكتشاف أخرى.

سياسيا يبدو أن الاقتراح الفرنسي بشأن وقف فوري لإطلاق النار أولا في لبنان ومن ثم نشر قوة دولية بدأ يتخذ شكلا له في الوقت الذي يخشى فيه الاتحاد الأوروبي من اتساع رقعة النزاع ليشمل سوريا والبلدان المتاخمة سيما بعد أن دعا الرئيس السوري بشار الأسد القوات السورية إلى التأهب لكل عدوان محتمل من قبل إسرائيل. مع ذلك يبقى موقف واشنطن رافضا لوقف إطلاق النار ربما للسير قدما بمخططها لإقامة شرق أوسط جديد كما يعتقد الخبراء وبخاصة بعد تنبيه مجلس الأمن الدولي لإيران بوقف برنامجها النووي خلال نهاية الشهر القادم وإلا فسيتخذ المجلس عقوبات بحقها. ولكن لم العجلة في هذا الطلب ولا استعجال إصدار قرار أممي بوقف إطلاق النار في لبنان؟ يكمن الرد حسب المراقبين في نوايا واشنطن تصفية المسألة النووية الإيرانية على حساب لبنان عبر الأداة الإسرائيلية. 

على صعيد داخلي كتبت صحيفة هاآرتز أن إسرائيل مستعدة للإفراج عن سجينين فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين اللذين خطفا في 12 من يوليو الماضي على الحدود مع لبنان. وأضافت أن هذا الاتفاق يدخل في إطار وقف لإطلاق النار. وكان أولمرت قال لنظيره البريطاني بلير إن وقفا لإطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ لدى نشر قوات دولية على الحدود بين إسرائيل ولبنان. ورأت الصحيفة أن مجلس الأمن قد يطلب يوم الجمعة وقفا لإطلاق النار يتم تطبيقه السبت. أما عن الجندي الإسرائيلي الذي خطف على يد عناصر من حماس في 25 من يونيو الماضي فذكرت الصحيفة أنه قد يتم تسليمه إلى مصر. 

مجلس أوروبا ندد بالهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية والتي أوقعت ضحايا كثيرين وحذر من اتساع هذا النزاع وتنامي التطرف في الشرق الأوسط ما سيزيد من تعقيد الحوار الضروري لإحلال السلام في المنطقة. الحكومة الإسبانية من جهتها ارتأت ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في لبنان. وفي ما التأمت في اسطمبول عشرات المنظمات الإسلامية غير الحكومية بمبادرة من منظمة المؤتمر الإسلامي لتنسيق المساعدات الإنسانية الموجهة للبنان والأراضي الفلسطينية حث مسؤول ديني إيراني البلدان الإسلامية على مد يد المساعدة العسكرية والإنسانية لحزب الله والشعب اللبناني. 

في غضون ذلك يستمر التأييد الشعبي للمقاومة اللبنانية والشعب اللبناني. فقد شهدت مدينة الناصرية العراقية مظاهرة كبيرة تقدمها ممثل آية الله السيستاني دعما للشعب اللبناني ومقاومته ضد العدوان الإسرائيلي. ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان دون شروط ووقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ. واتهم ما أسماه بالمثلث المشؤوم أميريكا وإسرائيل وبريطانيا بإرهاب جميع الشعوب سواء في العراق أو في أفغانستان أو غيرها من الدول التي ما زالت محتلة. وانتقد الصدر بعض المواقف العربية حول ما يجري في لبنان. كما انتقد موقف منظمة الأمم المتحدة المناصر دائما لإسرائيل واتهمها بأنها تابعة للقرار الأمريكي وطالبها بوقفة مشرفة لعلها تكون بابا للسلام في الشرق الأوسط.

وفي الكويت يزداد الغضب العارم على العدوان الإسرائيلي في لبنان إذ اتهم عدد من النواب الكويتيين علنا الولايات المتحدة بالتقاعس المتعمد في المساعي القائمة لإعلان وقف لإطلاق النار في لبنان في ما جرت تظاهرة شعبية في العاصمة الكويت أحرق خلالها المتظاهرون رايات أمريكية وإسرائيلية. ونقل الإعلام اللبناني قول خالد العضوى النائب المحافظ في البرلمان الكويتي إن وراء الحرب في لبنان يدا أمريكية تندد بالإرهاب لكنها تمارسه. أما النائب المصلح أحمد سعدون فقال من جهته إن القنابل التي تتساقط على لبنان هي قنابل كوندوليزا رايس.

اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن مجزرة قانا الثانية نموذج للنمط الإسرائيلي الأمريكي في محاولة فرض وجود الدولة العبرية في المنطقة مشددا على أنه لولا المقاومة لدخلت إسرائيل لبنان خلال ساعات.
وقال إن إسرائيل عاجزة عن إثبات أي حق لها في احتلالها ومشروعها التوسعي لذا تلجأ للغة المجازر منذ عام 1948 لتفرض وجودها بالقوة. وحمل نائب أمين عام حزب الله الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة كل المسؤوليات. واستطرد قائلا إن ما يواجهه لبنان اليوم هو عدوان أمريكي لصياغة الشرق الأوسط الجديد عبر العدوان الإسرائيلي.

في بريطانيا دعا رئيس بلدية لندن العمالي إلى مشاركة جماعية في تظاهرة وطنية يوم السبت في العاصمة البريطانية للمطالبة بوقف إطلاق النار في لبنان. وقال إن هول الأحداث التي وقعت في قانا يؤكد ضرورة وقف إطلاق نار تام وفوري وبلا شروط في لبنان وغزة. ودعت العديد من المنظمات السلمية المحلية إلى التظاهر السبت أمام البرلمان البريطاني تحت شعار أوقفوا النار فورا وبلا شروط.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.