2006-07-31 14:19:23

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الاثنين 31 يوليو 2006


هل يكفي تعليق القصف 48 ساعة لتحاشي تدمير لبنان؟

أطلقوا عليها اسم هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة. ألم يكن من المشرف للعالم كله وليس فقط للبنان لو قرر مجلس الأمن الدولي وقفا فوريا لإطلاق النار بدل التعبير فقط عن أسفه لضحايا مجزرة قانا؟ وهل تكفي الوعود الإسرائيلية بفتح ممر آمن لتأمين ما يلزم للنازحين وللشعب اللبناني؟ وما وراء الفيتو الأمريكي على قرار أممي يدين إسرائيل على فعلتها الآثمة؟ للمرة الثانية تبرع أطفال بلدة قانا بدمائهم في محاولة لإعادة الحياة والكرامة إلى أمتهم. أيقظوا العالم بفجيعتهم لعله يتدخل لوقف المجازر التي تتوالى في قرى لبنان ومدنه. أكثر من ستين قتيلا معظمهم من الأطفال والنساء كانت نتيجة قصف إسرائيلي متعمد لمبنى من 4 طوابق كان معروفا أنه ملجأ للعائلات النازحة.

ولم يكف أيضا رفض السنيورة استقبال رايس واعتماد إسرائيل سياسة الأرض المحروقة لتحريك ضمير المجتمع الدولي كي يضغط على شرطي العالم ويقنعه بضرورة الإعلان عن وقف لإطلاق النار. وكانت السيدة رايس قد أعلنت حزنها للمجزرة وإن لم يبد عليها الحزن أثناء التقاط صور تذكارية مع إيهود أولمرت الذي طلب 10 إلى 14 يوما إضافية لتحقيق الأهداف التي أصبحت تتلخص في قتل أكبر عدد ممكن من اللبنانيين. وفي ما رأى الرئيس الأمريكي بوش أن ما يحدث هو فرصة لخلق شرق أوسط جديد حمل السفير الإسرائيلي في مجلس الأمن حزب الله مسؤولية المجزرة لاستخدامه مناطق سكنية في إطلاق الصواريخ ورفض تقديم اعتذار عن سقوط الضحايا المدنيين.
وما القول عن تنبيه السفير اللبناني في المجلس إلى أن مجازر أخرى على الطريق حيث أن إسرائيل وجهت إنذارا إلى قرى جنوبية بإخلائها خلال الساعات المقبلة ما يعني أنها تعتزم استخدام سياسة الأرض المحروقة وإبادة سكانها. وما الفائدة إذا من ممر إنساني لمساعدة سكان هذه المناطق؟ لم يكف أيضا إصرار الصين في مجلس الأمن الدولي على الإعلان عن وقف لإطلاق النار أو مواقف بلدان الاتحاد الأوروبي المنددة بالعنف والداعية لوقف العدوان الإسرائيلي. بكلمة لم تكف نداءات العالم كله لإقناع زعيم البيت الأبيض بالضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار. كيف يسمح لإسرائيل بخرق القوانين الدولية مرات تلو المرات بدون أي رادع؟ وكيف يسمح العرب للعالم بأن ينعت الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال بالإرهاب؟

الصحافة الإسرائيلية أبدت قلقا حيال أمن إسرائيل أكثر منه أمام مجزرة قانا في ما رأى شطر كبير من الإعلام الأوروبي أن هذه المجزرة لغمت موقف إسرائيل على الصعيد الدولي لا بل قد تغير أوراق هذه الحرب. مأساة قانا مكنت حزب الله من تحقيق خطوة إلى الأمام في ما يتعلق بمرحلة المفاوضات المحتملة. زد إلى ذلك أنها قد تحرك مشاعر الفرق الأصولية الإرهابية التي تريد إسرائيل محاربتها في الشرق الأوسط وفي العالم. من هنا ضرورة أن تغير إسرائيل استراتيجيتها العسكرية وإلا ستزداد شعبية حزب الله. صحف ألمانية رأت أن الوقت قد حان لإشراك سوريا في اللعبة.

وكتبت الصحف الروسية أن مجزرة قانا قد تكلف إسرائيل ثمنا باهظا بمعنى الدعم السياسي الدولي. وتساءلت صحيفة في موسكو هل يمكن الكلام عن حرب ضد الإرهاب حين يكون عدد القتلى الأطفال أكبر عشر مرات من القتلى المسلحين؟ وكتبت صحيفة تركية أن قنابل قانا أصابت إسرائيل. خرق فاضح للحق الإنساني الدولي هي كلمات المتحدث بلسان الخارجية الروسية تعليقا على مجزرة قانا والذي أضاف أن حكومة موسكو لا تقبل منطق الذين يسعون لإرجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بذرائع أقبح من ذنب.

الصحف الخليجية أجمعت على وصف المجزرة بالهولوكوست الجديد وأخذت على دعم الولايات المتحدة المستمر لإسرائيل. صحيفة الخليج الصادرة في الإمارات العربية المتحدة نشرت العنوان التالي لقد أضحى الأطفال اللبنانيون محور الشر الجديد وتحدثت عن عدوان ثلاثي على لبنان: بوش يرسل قنابل ذكية مدمرة إلى إسرائيل ورئيس الحكومة البريطانية يسمح بمرورها في بريطانيا في ما يستخدمها إيهود أولمرت لقصف لبنان. صحيفة الوطن السعودية كتبت أن الإسرائيليين بارتكابهم مجزرة قانا كرروا وبشكل انتظامي الأعمال الإجرامية التي يتهمون النازية بارتكابها.

وفي مقابلة صحفية عبر الرئيس المصري حسني مبارك عن أسفه الشديد لعجز المجتمع الدولي عن الوصول إلى وقف لإطلاق النار وبدون شروط للنزاع الإسرائيلي اللبناني. ورأى مبارك أن فشل مجلس الأمن يعكس خللا خطيرا في نظام الأمن العالمي وفي النظام العالمي الجديد. كما حذر من خطر غرق عملية السلام في الشرق الأوسط بدافع العدوان الإسرائيلي الذي يقلص إمكانات نجاحها.

استنادا إلى هذه المعطيات والمواقف ووجهات النظر يستنتج الخبراء وأصحاب الرأي أن مسؤولية مجزرة قانا الثانية لا تقع على عاتق إسرائيل وحسب إنما أيضا على الولايات المتحدة وحلفائها العرب وخاصة المثلث المصري  السعودي الأردني الذي وفر الغطاء العربي للعدوان الحالي على لبنان. الإدارة الأمريكية لم تعط فقط الضوء الأخضر للقوات الإسرائيلية لتدمير لبنان وقتل المئات من أبنائه وإنما حمت هذا العدوان سياسيا بعرقلة كل الجهود لوقف إطلاق النار وتزويد الإسرائيليين بالقنابل الذكية الموجهة بأشعة الليزر. الزعماء العرب جميعا نددوا بالمجزرة واختاروا كلمات الإدانة بدقة فائقة كل حسب حجم تواطؤه مع إسرائيل ومدى قربه أو بعده عن الإدارة الأمريكية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.