2006-07-29 14:07:18

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية السبت 29 يوليو 2006


حرب تدمير لبنان. بوش يعارض وقفا لإطلاق النار ويبحث وبلير تفاصيل نشر قوة دولية ورايس تعود إلى الشرق الأوسط

لا يزال الرئيس الأمريكي بوش معارضا لوقف إطلاق النار ويصر مع بلير على إرسال قوة دولية إلى لبنان لتقديم المساعدة للجيش اللبناني في ما رايس تعود إلى الشرق الأوسط والسلطات العسكرية الإسرائيلية تقول إن حزب الله أطلق صاروخا جديدا طويل المدى على منطقة العفولة الإسرائيلية الواقعة بعد حيفا. يحصل هذا في اليوم الثامن عشر من الحرب المفتوحة على لبنان.

بوش يواصل إصراره على تطبيق قراري مجلس الأمن 1559 و 1680 وإرسال قوة دولية إلى لبنان بسرعة لتعزيز الجيش اللبناني أثناء تحركه إلى الجنوب ذلك لأن هذه القوة برأيه ستساعد على التوزيع السريع للمساعدات الإنسانية وتسهيل عودة النازحين ودعم الحكومة اللبنانية في سعيها لفرض سيادتها الكاملة على أراضيها وحماية حدودها.

وفي هذا الإطار أعلن بوش أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع الأسبوع المقبل لإعطاء تفويض لقوة متعددة الجنسيات ترسل إلى لبنان لمساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها على أراضيها. ومن جهة أخرى حث بوش سوريا على المشاركة في إحلال السلام في الشرق الأوسط وقال إن إيران مدعوة إلى التخلي عن طموحاتها النووية.

عن عودة رايس إلى المنطقة قال بوش إن الهدف من هذه الجولة المكوكية العمل مع القادة الإسرائيليين واللبنانيين لبلوغ سلام دائم في المنطقة. وسوف تسعى رايس في هذا الصدد لوضع نص يرفع إلى مجلس الأمن ويتضمن تأكيدا على أن استخدام الأراضي اللبنانية لمهاجمة إسرائيل أمر غير مقبول وضرورة تجريد حزب الله من السلاح في ضوء تحديد دور القوة الدولية.

لم يتأخر رد فعل حزب الله على مخطط رايس في المنطقة إذ قال مسؤول في هذا الحزب إن الوزيرة الأمريكية تحمل في جعبتها مخططا جنونيا لا يتضمن مسألة الأسيرين الإسرائيليين. وإن المسألة الرئيسة تكمن في المشروع الإسرائيلي الأمريكي بتغيير التوازنات في الشرق الأوسط. وأضاف أن مخططات الغزو والقصف كانت موضوعة منذ مدة. أما خطف الأسيرين فاستبق إشعال فتيل النزاع لمنع إسرائيل من اختيار التوقيت المناسب.

ميدانيا وفي ما تضاف إلى الأزمة الإنسانية كارثة التلوث البيئي بسبب قصف إسرائيل خزانات الوقود في محطة توليد الكهرباء في الجية جنوب لبنان حيث انصب في البحر ما يقارب 15 ألف طن من النفط الخام ليولد كارثة بيئية لم يشهد لها لبنان سابقة رفضت إسرائيل بلسان وزيرة الخارجية ليفني فكرة هدنة إنسانية مدتها 72 ساعة كان قد اقترحها منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة إيغلاند لإجلاء الجرحى من الجنوب وإيصال المساعدات والأدوية إلى مناطق النزاع.

وزير الخارجية الفرنسي عبر عن أسفه الشديد لرفض إسرائيل الهدنة الإنسانية. وزير البيئة اللبناني يعقوب صراف قال عن هذا الرفض إنه عمل إجرامي بحق الإنسانية. وتساءل كيف يقول الإسرائيليون إننا لسنا بحاجة إلى هدنة إنسانية وهم يقصفون سيارات الإسعاف والشاحنات المحملة بالمساعدات الطبية والأغذية؟

وفي ما ينصب الاهتمام العالمي على منطقة الشرق الأوسط وترتفع فيه النداءات لتجريد حزب الله من السلاح ونزع الأسلحة النووية من المنطقة أعلم البنتاغون الكونغرس الأمريكي باحتمال بيع السعودية دبابات ومروحيات قتالية مطورة تقدر قيمتها بنحو 3،3 مليار دولار. ويأتي ذلك عقب الإعلان الأسبوع الماضي عن صفقة بيع أسلحة للسعودية تشتمل على ما تزيد قيمته عن 6 مليارات دولار من العربات المدرعة الخفيفة ومروحيات وغيرها من الأسلحة. ولعل سائل يسأل أيعقل أن يحكي الجميع عن نزع سلاح حزب الله في الوقت الذي تتسابق فيه دول عربية إلى شراء سلاح جديد وتطوير ترساناتها؟ أهل يشكل هذا الحزب خطرا على الأشقاء العرب؟ 

ومع استمرار القصف الإسرائيلي لمعاقل حزب الله في جنوب لبنان وبانتظار صحوة دولية وعربية للإعلان عن هدنة تضع حدا لآلام اللبنانيين قالت المستشارة الألمانية ميركيل إن مشاركة محتملة للقوات الألمانية في قوة دولية في لبنان سيكون لها طابع لوجستي بمعنى تهيئة الجيش اللبناني على مواجهة الأوضاع الأمنية في جنوب لبنان. صحيفة تشرين السورية كتبت أن إرسال قوة دولية إلى لبنان تحت مظلة الأمم المتحدة يعني مبادرة لحساب إسرائيل. وأضافت أن مثل هذه القوة ستحتل لبنان وستدمر المقاومة أي حزب الله.

في غضون ذلك تستمر تظاهرات الاحتجاج على العدوان الإسرائيلي في لبنان. فقد تظاهر مئات الأشخاص في مدينة بيرث الأسترالية رافعين رايات لبنانية وفلسطينية ولافتات كتب عليها نريد السلام. وقال منظم التظاهرة محمد الخطيب وهو من أصل لبناني إن حكومة أستراليا مدعوة إلى الإصرار على وقف فوري لإطلاق النار في لبنان. وأضاف أن حزب الله يحمي لبنان ويحارب من أجل حرية اللبنانيين. 

أمام هذا السيناريو يبدو واضحا أن الإهمال الأمريكي للبنان وفلسطين كان خطأ فادحا. اعتقد بوش أن الانتخابات كانت كافية لتبديل مجرى الأمور في لبنان وفلسطين ووعد بمساعدتهما لكنه في الواقع تركهما لوحدهما. خطأ شوه سمعة الولايات المتحدة وولد فراغا في السلطة سيما وأن بوش نسي أو تناسى ضرورة تغذية الديمقراطية العفوية وحمايتها. وحرب العراق أيضا كانت خطأ لعجز إدارة بوش. لكن هذا لا يعني أنه بدون الغزو الأمريكي لم تكن الحرب لتنفجر. في العراق لم تستبق إدارة بوش الصعاب وزلت في تقييمها لتبعات النزاع. ولوحظ هذا بوضوح في الشرق الأوسط وفي الخليج حيث تجاهل بوش بؤر نزاعات أخرى وتخلى عن الجهود التي أطلقها كلينتون ما سمح لإيران باستغلال الوضع.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.