2006-07-25 14:50:46

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الثلاثاء 25 يوليو 2006


لبنان تحت القصف الإسرائيلي بانتظار مؤتمر روما لتسوية النزاع الإسرائيلي اللبناني

يوم آخر من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى روما حيث يبدأ غدا الأربعاء مؤتمر دولي في محاولة مستميتة للبلوغ إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وتسوية الصراع الإسرائيلي اللبناني. وفي ما بدأت وفود الدول المشاركة بالوصول إلى العاصمة الإيطالية انصرف المحللون وأصحاب الرأي إلى شتى التفسيرات واتفقوا جميعهم على عقم هذا المؤتمر لأسباب عديدة أولها غياب الأطراف المورطة مباشرة في النزاع الدائر حاليا ثم عجز المجتمع الدولي إن لم نقل تردده في السعي لوقف إطلاق النار في لبنان وتفادي تدمير هذا البلد وتشريد أبنائه.

زد إلى ذلك أن الصراع الدائر في لبنان وليد إرادة خارجية في خلط الأوراق لضرب حركات المقاومة العربية في ضوء بزوغ شرق أوسط جديد وفقا للمنظار الأمريكي. ولقد أثارت هذه الرؤية التي أعادت التأكيد عليها وحددتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس رد فعل سلبي لدى محللين عرب ودوليين إذ قال وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر إنه من المستحيل تحقيق هذا المخطط. وقد يتساءل البعض عن نوع الشرق الأوسط الذي سيولد من هذا الدمار؟ دمار لبنان والأراضي الفلسطينية والعراق.  المؤشر الوحيد الجديد في سيناريو اليوم هو تصميم جديد من جانب حزب الله والشعب اللبناني على مقاومة إسرائيل. وشبه محللون كثر الغزو الأمريكي للعراق برفض الولايات المتحدة تأييد وقف إطلاق نار فوري في لبنان الذي قالوا عنه إنه يعني إقرارا بحملة القصف الإسرائيلية.

وفي ما اتهمت منظمات إنسانية عديدة إسرائيل باستخدام قنابل انشطارية ومسمارية وعنقودية خلال القصف على جنوب لبنان وأكد هذا الأمر الأطباء الذين عالجوا الجرحى وعاينوا القتلى أسرعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني لتقول إن على مؤتمر روما أن يتمخض عن نتائج ومطالب لإزالة حزب الله وإعادة سيطرة الجيش اللبناني على جنوب لبنان من خلال تطبيق القرار الأممي 1559. لكن السيدة ليفني نسيت أو تناست الخلاف القائم حول مزارع شبعا. وبشكل متزامن مع التطورات الميدانية بدأت إسرائيل حملة دبلوماسية لتوضيح أهداف هجومها الذي لم يحقق حتى الآن نتائج حاسمة بينما يسجل عدد الضحايا المدنيين ارتفاعا مستمرا. ونظرا للتساؤلات التي بدأ يطرحها الرأي العام الإسرائيلي الذي قدم دعما حازما للحكومة اضطرت إسرائيل إلى خفض سقف طموحاتها وتخلت على ما يبدو عن تدمير الحزب الشيعي إذ قال مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية إن الهدف الأساسي اليوم هو ردع حزب الله عن شن هجمات جديدة وإعادة الجنديين المخطوفين.

الإعلام اللبناني نشر مقابلة مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قال فيها إن قناة التفاوض الألمانية التي لعبت في الماضي ثلاث مرات دورا تفاوضيا ناجحا ما زالت صالحة. وأضاف أنه لا يمانع في اعتماد قنوات أخرى لم يحدد هويتها مشيرا إلى عدم وجود أي اتصال رسمي حتى الآن مع الألمان بشأن مسألة الجنديين المخطوفين. كما أكد أن لا مانع لديه من أن تتولى الحكومة اللبنانية مسؤولية التفاوض بشأن الأسيرين. ورفض نصر الله التعليق على المعلومات عن اقتراح نشر قوة دولية في جنوب لبنان لأنه ما زال مجرد تكهنات مؤكدا استعداده لإعطاء رأيه عندما يصبح الاقتراح جديا.

ومضى أمين عام حزب الله إلى القول إننا كحزب لسنا معنيين حاليا بمناقشة أفكار أو مبادرات تطرح في الإعلام أو تسرب إليه ولا نعرف مدى جديتها. وأضاف عندما تصل الأمور إلى مرحلة النقاش الجدي سنكون جاهزين لعرض آرائنا ومواقفنا من خلال الأطر التي ستعتمد لصياغة حل ما. وأشار نصر الله إلى أن إسرائيل رفضت أولا هذه الفكرة ثم تراجعت عن رفضها مؤكدا ضرورة دراسة موقفها بدون أن يعطي تفاصيل إضافية. وحول الوضع الداخلي في لبنان ميز نصر الله بحذر بين الأجواء الرسمية باعتبارها مقبولة والموقف الشعبي. وقال إن الأجواء السياسية الداخلية مقبولة يتوفر فيها الحد الأدنى من التضامن الوطني لمواجهة المرحلة.

على صعيد آخر وفي ما أعرب نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شيمون بيريز عن تشاؤمه حول فعالية قوة أممية في جنوب لبنان دعت الحكومة اللندنية كلا من سوريا وإيران لوقف دعمهما لحزب الله وأصرت على أهمية مساندة المجتمع الدولي للحكومة اللبنانية. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ندعو سوريا وإيران إلى وقف دعمهما لحزب الله ووضع حد لتدخلهما في شؤون لبنان الداخلية. يأتي هذا الموقف في الوقت الذي قال فيه رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمام لجنتي الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي إن سوريا غير مهتمة بدخول حرب ضد إسرائيل.

وعشية انعقاد مؤتمر روما جرت اتصالات بين القادة الأوروبيين تمحورت حول ضرورة تبني موقف مشترك يرمي أولا إلى وقف إطلاق النار في لبنان. الرئيس الفرنسي شيراك هاتف رئيس الحكومة البريطانية بلير وتناول معه الأبعاد الإنسانية والسياسية للأزمة الشرق أوسطية. الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا في ختام لقائخ مع وزيرة الخارجية الأمريكية رايس في رام الله إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية. كما دعا أيضا إلى مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والحكومة اللبنانية. العاهل السعودي الملك عبد الله حذر من احتمال اتساع رقعة النزاع ليشمل دولا أخرى في الشرق الأوسط. وقال إن العرب اختاروا السلام كخيار استراتيجي ورفضوا مواقف المتطرفين.     

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.