2006-07-21 14:51:24

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية ليوم الجمعة 21 تموز 2006


لليوم العاشر على التوالي واصلت القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والبحري عدداً من المناطق اللبنانية سيما في جنوب البلاد، حيث تنشط جماعة حزب الله وتواصل إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية الشمالية. وكانت الطائرات المروحية الإسرائيلية قد ألقت مناشير فوق الجنوب اللبناني دعت فيها المواطنين إلى مغادرة بلداتهم وقراهم والنزوح إلى شمال نهر الليطاني "حفاظاً على سلامتهم"، وهددت الآلة الحربية الإسرائيلية بشن هجوم بري واسع النطاق في جنوب لبنان.

وعلى الرغم من النداءات الدولية المتكررة الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، للحد من النزاع المسلح الذي ألحق أضراراً مادية وبشرية فادحة ويهدد بإحداث كارثة إنسانية لا تُحسب أبعادها، يبدو الطرفان المتنازعان ـ إي إسرائيل وحزب الله ـ عازمين على المضي قدماً في المواجهة العسكرية المفتوحة.

زعيم جماعة حزب الله الشيخ حسن نصرالله أكد أن الحزب لن يُطلق سراح الجنديين الإسرائيليين وهو أحد الشروط التي وضعتها إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان. وأكد الزعيم الشيعي في مقابلة أجرتها معه محطة التلفزة القطرية الجزيرة يوم أمس الخميس أن قدرات حزب الله القتالية لم تُمس نافياً صحة تصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين الذين تحدثوا عن القضاء على نسبة خمسين بالمائة من البنى التحتية للجماعة الشيعية.

على صعيد آخر، قال متحدث بلسان الجيش الإسرائيلي إن الغارات الجوية المستمرة على الجنوب اللبناني جاءت رداً على نشاطات جماعة حزب الله "الإرهابية" للحيلولة دون سقوط مزيد من القتلى في صفوف المدنيين الإسرائيليين. وعلى الرغم من الغارات الإسرائيلية المتواصلة لم يتمكن الجيش الإسرائيلي، أقله حتى الآن، من وضع حد لإطلاق صواريخ حزب الله على شمال إسرائيل ما أسفر عن سقوط خمسة عشر مدنياً إسرائيلياً، وحال دون تقدم القوات الإسرائيلية داخل الحدود اللبنانية.

رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أعطى ضوءه الأخضر لتكثيف العمليات العسكرية البرية في جنوب لبنان، لكن مصادر مقربة من أولمرت استبعدت إمكانية "اجتياح إسرائيلي" للبنان على غرار ما حصل في العام 1982. هذا وأعلن القادة العسكريون الإسرائيليون عن حشد مزيد من الوحدات على الحدود الشمالية لإسرائيل حيث وقعت، خلال اليومين الماضيين، مصادمات عنيفة مع مقاتلي حزب الله، أسفرت عن مصرع ستة جنود إسرائيليين.

وزير الدفاع اللبناني إلياس المر أكد صباح اليوم أن الجيش اللبناني الذي لم يشارك في العمليات العسكرية على الرغم من استهداف ثكنات تابعة له من قبل المقاتلات الحربية الإسرائيلية، لن يبقى على حياد في حال اجتاحت إسرائيل لبنان. على صعيد آخر أعلن المر، وهو أيضاً نائب رئيس الحكومة اللبنانية، أن الغارات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن سقوط ثلاثمائة وخمسين قتيلاً وزهاء ألف جريح.

أمنياً أعلن مصدر أممي في جنوب لبنان عن إصابة موقع تابع للقبعات الزرق بقذيفة أُطلقت من الأراضي الإسرائيلية، لكنها لم تسفر عن وقوع ضحايا. الجيش الإسرائيلي قال إن موقع القبعات الزرق أصيب بقذيفة أطلقتها جماعة حزب الله.

أمام تفاقم الوضع الأمني، وسقوط مزيد من القتلى في صفوف المدنيين اللبنانيين والإسرائيليين، دعا أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان إلى وضع حد فوري لإطلاق النار مقترحاً خطة لتسوية الأزمة الراهنة، وتشمل إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المعتقلين لدى جماعة حزب الله، عقد مؤتمر دولي بشأن لبنان وإرسال قوة فصل دولية إلى الجنوب اللبناني. هذا ودعا المسؤول الأممي مجلس الأمن الدولي إلى التعامل بحزم مع الأزمة الراهنة بين لبنان وإسرائيل، معتبراً أن تسوية الأزمة ليست مهمة سهلة نظراً لوجود "عراقيل" تحول دون احتواء أعمال العنف، وذلكَ في إشارة واضحة إلى الفيتو الأمريكي الأخير في مجلس الأمن.

على صعيد دبلوماسي آخر، من المرتقب أن تصل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى المنطقة الأسبوع المقبل، بعد أيام قليلة على زيارة نظيرها الفرنسي لبيروت. الرئيس الفرنسي جاك شيراك حث الاتحاد الأوروبي على إرسال المسؤول عن الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد خافير سولانا إلى منطقة الشرق الأوسط ليتباحث مع الأطراف المتورطة في النزاع بالسبل الهادفة إلى وقف إطلاق النار.

وسطر شيراك ضرورة أن يلتقي المسؤول الأوروبي صانعي القرارات السياسية والعسكرية بهدف التوصل إلى هدنة شاملة ودائمة في المنطقة كلها. جاءت هذه الدعوة في رسالتين وجههما شيراك إلى رئيس وزراء فنلندا مارتي فان هانين الذي تشغل بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وإلى رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروزو.








All the contents on this site are copyrighted ©.