2006-07-18 15:05:15

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الثلاثاء 18 يوليو 2006


فسيفساء الصراع الإسرائيلي اللبناني واحتمال اشتعال جبهات أخرى

هل ستنجح محاولات إسرائيل توريط الجيش اللبناني في النزاع الدائر على حدودها الشمالية مع حزب الله؟ وما مصير التحرك الدبلوماسي الدولي؟ وإلى أين ستقود المواقف الإيرانية والسورية؟  لقد اعترف إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن المعركة صعبة وربما ستصبح أصعب وكذلك ستتعرض إسرائيل لمعاناة طويلة وسقوط المزيد من القتلى والجرحى. وإن إسرائيل ستواصل هجومها على الفلسطينيين واللبنانيين إلى أن تتحقق أهدافها التي تتمثل في إعادة الجندي الأسير في غزة ووقف إطلاق صواريخ القسام وإطلاق سراح الجنديين الأسيرين بيد حزب الله ووقف إطلاق النار بشكل تام ونشر الجيش اللبناني على الحدود وإخراج حزب الله من المنطقة وتطبيق القرار 1559 بما في ذلك نزع أسلحة حزب الله.

زد إلى ذلك الموقف العربي شبه الإسرائيلي إذ شددت السعودية من انتقاداتها لعناصر حزب الله اللبناني والفلسطينيين قائلة إن أفعالهم أتاحت المجال لإسرائيل لشن حرب مفتوحة. وتحدثت عن انفلات بعض العناصر والتيارات وانزلاقها إلى قرارات منفردة استغلتها إسرائيل أبشع استغلال لتشن حربا مسعورة ضد لبنان وتحكم أسرها على الشعب الفلسطيني بأكمله. وما القول عن تصريحات الرئيس المصري مبارك الذي انتقد بشدة المقاومة الفلسطينية واللبنانية وقال إن ما تفعله ضد إسرائيل أتى بنتائج محدودة لأن على المقاومة برأيه حساب الخسائر والأرباح.

أمام هذه التصريحات التي تثير جدلا محتدما في العالم العربي حيث هناك الكثير من التعاطف مع المقاومة ضد ما ينظر إليه على أنه هيمنة أمريكية وإسرائيلية في المنطقة كيف لنا أن نتوقع موقفا عربيا موحدا من لقاءات الجامعة العربية؟ سيما وأن مبارك انصرف إلى القول إن التصعيد العسكري سيجر المنطقة نحو حرب شاملة سيدفع ثمنها الشعبان اللبناني والفلسطيني بعد أن كان قد انتقد إلى جانب العاهل الأردني المغامرات غير المحسوبة لحزب الله والتي على حد قولهما لا تخدم المصالح العربية!

من الموقف العربي الهش إلى التحرك الدبلوماسي الدولي مع دعوات المنظمة الأممية إلى نشر قوات فصل دولية تضم أوروبيين أيضا. واشنطن قالت إن وزيرة خارجيتها ستتوجه إلى الشرق الأوسط  في محاولة لمعالجة الأزمة في المنطقة بعد عودة الوفد الأممي إلى نيويورك في نهاية هذا الأسبوع. مجلس الأمن فشل في اتخاذ قرار يتصل بالدعوة لوقف إطلاق النار أو بنشر قوة فصل دولية وذلك بمفعول الفيتو الأمريكي. منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا قال إنه يتأهب للانطلاق إلى الشرق الأوسط.

في غضون ذلك يتضح من المؤشرات الميدانية أن إسرائيل تحاول توريط الجيش اللبناني إدراكا منها لموقف حكومة بيروت الحرج أمام الوضع الراهن وجره بالتالي إلى ساحة المعركة. لأنها إذا نجحت في تطلعاتها فسوف يتسع النزاع وتعود ساعة الزمن في لبنان إلى الوراء إلى أكثر من عشرين سنة. تطلعات إسرائيل التوسعية متعددة الآليات لأنها تعي جيدا أن توريط الجيش اللبناني قد يولد انشقاقا داخل الشارع اللبناني ما سيضعف موقف حزب الله سياسيا وعسكريا ويعود بالفائدة عليها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه والحالة هذه يتعلق مباشرة بالموقف الإيراني أولا ثم بتصرف سوريا إذ قال المتحدث بلسان البرلمان الإيراني أمام جموع المتظاهرين في ساحة فلسطين في وسط طهران إن الحرب بدأت. واليوم هو يوم المقاومة وتحرير فلسطين. ولن يكون هناك مكان آمن من هجمات حزب الله في الأراضي التي احتلتها إسرائيل. صرخ المتظاهرون معبرين عن استعدادهم للتوجه فورا إلى لبنان لمقاومة إسرائيل. وأضاف المسؤول البرلماني إن دم آية الله الخميني زعيم الثورة الإسلامية الإيرانية يسري في عروق حسن نصر الله.

أما عن الموقف السوري وعلى الرغم من صراخ وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني بشأن قطع الروابط بين المثلث سوريا وإيران وحزب الله أعلنت سوريا مؤخرا بلسان وزير الإعلام السوري أن أي هجوم إسرائيلي عليها سيقابل برد مباشر لا حدود له لا بالزمن ولا بالأساليب.  مع ذلك وإن كان بعيدا احتمال مواجهة إسرائيلية سورية فإن دمشق قادرة على لعب دور غير مباشر لدعم حزب الله والمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل معنويا وماديا. والتاريخ الحديث خير دليل على هذا الأمر.

أزمة إنسانية تلوح في أفق لبنان

تصاعد العنف يهدد بحدوث أزمة إنسانية في لبنان مع ارتفاع عدد القتلى وفرار مئات الآلاف من السكان من منازلهم. ففي ما تقصف إسرائيل لبنان لليوم السابع على التوالي ويطلق حزب الله مزيدا من الصواريخ على الدولة العبرية فإن المدنيين يتحملون أسوأ عواقب الهجمات. وقال مسؤول في إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في جنوب لبنان إننا نسمع ونرى سكانا محاصرين ومعرضين لهجمات دون أي تمييز. وبينما يحاول الكثيرون اللجوء إلى الملاجىء إن وجدت يحاول آلاف آخرون الفرار إلى سوريا غير أن إغلاق أو تدمير الطرق يمنعهم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.