2006-07-17 15:04:18

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الاثنين 17 يوليو 2006


عجلة الدبلوماسية الدولية تجهد لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان

هل تكفي عجلة الدبلوماسية الدولية لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان؟ تدفقت وفود الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى العاصمة اللبنانية بيروت بحثا عن مخرج للأزمة الحالية ما يعكس رغبة في تحاشي توسيع دائرة الحرب بحيث تشمل سوريا وإيران مثلما خشي بعض العرب وخاصة في كل من مصر والأردن والسعودية. مع ذلك وبغض النظر عن نتائج الوساطة الدولية فإن مجرد الحديث عن وقف إطلاق النار هو هزيمة لإسرائيل وانتصار لحزب الله لأن الضرر النفسي والمعنوي الذي لحق بالإسرائيليين أضخم من الضرر الذي لحق باللبنانيين وحزب الله.

ولا أعني هنا الأضرار المادية والبشرية الخطيرة بحد ذاتها إنما قصف العمق الإسرائيلي وتدمير مناطق حيوية في حيفا وطبريا ونهاريا وعكا وإغراق مدمرة بحرية وإنزال مليون إسرائيلي إلى الملاجئ للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. في الماضي القريب كانت المقاتلات الإسرائيلية تقصف محطات كهرباء بيروت وجسر الدامور وما تيسر من بنى تحتية ولا يعترضها أحد. لكن الصورة تغيرت الآن ومعها شروط المواجهة وكشفت وقائع الأيام الماضية أن كل عدوان إسرائيلي يواجه ردا عليه يساويه إن لم يكن في حجم الدمار المادي والبشري فبالحجم النفسي والمعنوي.

القيادة العسكرية الإسرائيلية تشعر بحجم الهزيمة النفسية هذه وربما الهزيمة العسكرية أيضا وعندما تحاول الإيحاء بوجود دور إيراني أو سوري في المواجهة فكأنها تريد أن تقول إنها لم تهزم أمام حزب الله وإنما أمام قوى إقليمية كبرى مثل إيران وسوريا لتبرير فشلها في تحقيق أهدافها. السيد حسن نصر الله ظهر على شاشات التلفزة قويا متحديا ليؤكد أنه ما زال حيا لم يصب بأي سوء متمتعا بالعزيمة نفسها ومترفعا عن الرد على الأنظمة العربية العاجزة عن التعبير عن موقف مشترك.

وما القول عن المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار؟ لم تتأخر إسرائيل في رفض المقترح الأول الذي انطلق من أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان بشأن نشر قوة فصل أممية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية واعتبرته خارجا عن أي نقاش. أما عن اقتراح الاتحاد الأوروبي بالإفراج الفوري عن الجنديين الإسرائيليين وبشكل متزامن عن الوزراء الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية فلم يجد له آذانا صاغية لدى الشارع الإسرائيلي. ولكن ما يثير الاندهاش أن لا أحد يتحدث عن اقتراح حزب الله بإطلاق مفاوضات غير مباشرة مع الطرف الإسرائيلي لتبادل الأسرى. وهي آلية طالما تم اللجوء إليها في الماضي القريب والبعيد بين هذين الطرفين.  

تظاهرات شعبية ضخمة في بلدان عربية وأوروبية تضامنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني

أمام استمرار القصف الإسرائيلي للبنان جرت تظاهرات احتجاج على العدوان الإسرائيلي وتضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني. في مصر طالب تجمع من المتظاهرين بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة. وأكد المتظاهرون دعمهم للمقاومة في كل من فلسطين ولبنان وانتقدوا الحكومات العربية وطالبوا حكامها باتخاذ مواقف مشتركة. وفي اليمن عادت السلطات الرسمية لتدعو إلى عقد قمة عربية لبحث الآلية العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان والأراضي الفلسطينية. كما جرت تظاهرات احتجاج واسعة في الأردن والعراق والكويت والمغرب والسودان والبحرين.

في جاكرتا رفع المتظاهرون شعارات منددة بالأعمال العسكرية الإسرائيلية في لبنان ودعوا إلى التدخل لوقف الاعتداءات على الشعبين الفلسطيني واللبناني. وفي تركيا ناشد رئيس الوزراء قمة الثماني ومجلس الأمن بالتدخل فورا لوقف الهجوم الإسرائيلي على لبنان وفلسطين. وكان إردوغان قد حذر في مكالمة هاتفية الرئيس الأميركي بوش من أن موقف واشنطن الداعم لإسرائيل قد يخلق ذرائع للجماعات الإرهابية للقيام بأعمال إرهابية جديدة في المنطقة. وتظاهر الآلاف من مواطني مدينة ديار بكر التركية تضامنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني. وفي مدينة العمارة جنوب العراق تظاهر نحو ألف شخص استنكارا للعدوان الإسرائيلي مطالبين الدول العربية بوقفة شجاعة لدعم المجاهدين في لبنان. نظمت التظاهرة حركة حزب الله العراقية إحدى التشكيلات الشيعية في الائتلاف العراقي الشيعي الموحد.

يحصل هذا في الوقت الذي قررت فيه جامعة الدول العربية عقد اجتماع غدا الثلاثاء في القاهرة للبت في إمكانية عقد قمة عربية بطلب 6 دول أعضاء دعما للطلب اليمني وفي ما وصل إلى دمشق وزير الخارجية الإيراني المتقي ليناقش مع الرئيس السوري الأسد الأزمة بين إسرائيل ولبنان. سلم المتقي الرئيس الأسد رسالة شخصية من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تضمن دعم طهران لسوريا في حال تهديد أو عدوان خارجي على الأراضي السورية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.