2006-07-08 16:28:46

البابا بندكتس السادس عشر يزور فالينسيا لإختتام اللقاء العالمي الخامس للعائلات: نقل الإيمان في العائلة


وصل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم السبت إلى فالينسيا بإسبانيا لإختتام اللقاء العالمي الخامس للعائلات، تظاهرة عالمية تتكرر كل ثلاث سنوات، أطلقها السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1994. كثيرة هي المناسبات التي تحدّث فيها الأب الأقدس، ومنذ اعتلائه السدة البطرسية، عن أهمية العائلة وتربية الأجيال على الإيمان. وكثيرة هي المناسبات التي ذكّر فيها بأهمية وضع سر الزواج في صلب الحياة العائلية.

 

وجّه الأب الأقدس كلمة في مطار فالينسيا الدولي، ضمّنها تحية حارة لجميع الحاضرين، خاصًا بالذكر العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، ومَنْ يتابعون وقائع زيارته عبر وسائل الإعلام. كما حيا البابا المطران أغوسطين غارسيا غاسكو، رئيس أساقفة فالينسيا والأساقفة المعاونين ورئاسة الأبرشية التي ترافق هذه الأيام آلام العائلات التي فقدت أحباءها في الحادث المأساوي الذي وقع في مترو الأنفاق. تحيّة أخرى وجّهها قداسة البابا إلى رئيس المجلس البابوي للعائلة وجميع الكرادلة ورئيس وأعضاء مجلس أساقفة إسبانيا والكهنة والمكرّسين والمؤمنين العلمانيين.

وانتقل بعدها الأب الأقدس ليتحدّث عن زيارته وقال:"إنّ الهدف من هذه الزيارة المشاركة في اللقاء العالمي 5 للعائلات حول موضوع:"نقل الإيمان في العائلة". وأرغب بأن أقدّم، للكنيسة والمجتمع، الدور المركزي للعائلة المؤسَّسة على الزواج. فالعائلة مؤسسة لا بديل عنها بحسب تدبير الله، ولا تستطيع الكنيسة الكف عن إعلان وتنمية قيمتها الأساسية، كيما تُعاش دومًا بحسِّ مسؤولية وفرح.

وأضاف البابا يقول:"إنّ البابا العزيز يوحنا بولس الثاني، صديق إسبانيا الكبير، قد دعا لعقد هذا اللقاء. وبالإهتمام الراعوي نفسه، سأختتمه غدًا الأحد محتفلاً بالقداس الإلهي في مدينة الفنون والعلوم. وبالإتحاد مع جميع المشاركين، أتضرّع لله، وبشفاعة مريم الكلية القداسة والقديس يعقوب، كيما يفيض غزير نعمه على عائلات إسبانيا والعالم كله.

 

ومن المطار انتقل قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى كاتدارئية فالينسيا المكرسة للعذراء سيدة الانتقال، حيث كان بانتظاره أساقفة إسبانيا وسلّمهم رسالة شكرهم فيها على الجهود التي بذلوها لإعداد اللقاء العالمي الخامس للعائلات، كيما يأتي بالثمار المرجوة للكنيسة، مساهمًا في إعطاء دفع متجدد للعائلة، معبد الحب والحياة والإيمان.

وتابع البابا يقول إنّه يتابع عن كثب وباهتمام كبير أحداث الكنيسة في إسبانيا، هذا البلد المطبوع بالجذور المسيحية والذي ساهم كثيرًا، ومدعوٌ للإسهام في الشهادة للإيمان ونشره في جميع أنحاء العالم. كما وأثنى الأب الأقدس على نشاط الأساقفة الراعوي في هذا الزمن المطبوع بعولمة سريعة تصيب في بعض المرات الحياة الداخلية للجماعات المسيحية. وأضاف قداسته يقول: واصلوا الإعلان بشجاعة أنّ العمل وكأن الله غير موجود يهدد حقيقة الإنسان ويعيق مستقبل الثقافة والمجتمع. إنّ النظر لله الحي، ضامن حريتنا والحقيقة، مقدّمة لبلوغ إنسانية جديدة، والعالم هو بأمس الحاجة للشهادة لله الذي هو محبة، والنور الوحيد الذي ينير ظلمة العالم ويمدّنا بالقوة لنعيش ونعمل.

ودعا الحبر الأعظم الأساقفة، وفي أوقات الشدة، إلى تذكار ما ورد في الرسالة إلى العبرانيين:"علينا أن نلقي عنّا كلَّ عبءٍ وما يساورنا من خطيئة فنجريَ بعزمٍ في ميدان التجربةِ التي عُرضت علينا، ونجعلَ نصبَ عيوننا رأسَ إيماننا ومتمِّمَه، يسوع الذي تخلّى عمّا عُرضَ عليه من هناء وتحمَّل الصليب مستخفًا بالعار، ثم جلس عن يمين عرش الله. فكّروا في ذاك الذي صبَرَ على ما لقيَ من مخالَفَة الخاطئينَ، تأمنوا خورَ الهمَّةِ وضعفَ النفس".

كما دعا قداسة البابا أساقفة إسبانيا إلى التبشير بأنَّ يسوع هو "المسيح، ابن الله الحي" الذي عنده "كلام الحياة الأبدية" وأن يكونوا مستعدّين أبدًا لأنْ يردّوا على مَنْ يطلب منهم دليل ما هم عليه من الرجاء. وتابع البابا رسالته إلى أساقفة إسبانيا قائلا:"من خلال اهتمامكم الراعوي وروح الشركة الكاملة في إعلان الإنجيل، وجّهتم ضمير المؤمنين المسيحي نحو الأوجه المختلفة للواقع المطروح أمامهم، وهي أوجهٌ تبلبل في بعض المناسبات الحياة الكنسيّة وإيمان الأشخاص البسطاء. وقد وضعتم أيضًا الإفخارستيا محور برنامجكم الراعوي بهدف إعطاء دفع جديد للحياة المسيحية".

وفي ختام رسالته إلى أساقفة إسبانيا في كاتدارئية فالينسيا، حثّ قداسة البابا الجميع على تعزيز شركتهم الأخوية، مثال الشركة الكنسيّة التي ينبغي أن تسود في جميع الشعب المسيحي الموكل إليهم. أصلي من أجلكم، قال الأب الأقدس، ومن أجل إسبانيا كلّها، وأسألكم أن ترفعوا الصلاة من أجلي ومن أجل الكنيسة كلّها، وأتضرّع للعذراء مريم الكلية القداسة، والمكرّمة في أرضكم، كيما ترافقكم في خدمتكم الراعوية.

 

وبعد أن سلّم رسالته إلى أساقفة إسبانيا في كاتدرائية فالينسيا، تلا قداسة البابا بندكتس السادس صلاة التبشير الملائكي، سبقتها كلمة قال فيها: فور وصولي فالينسيا، أردتُ بداية زيارة المكان الذي يمثّل مركز هذه الكنيسة القديمة، أردتُ زيارة هذه الكاتدرائية الجميلة، حيث صلّيتُ أمام القربان المقدّس وحييت الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات الذين يجهدون في إبقاء نور الإيمان حيًا على الدوام.

وأمام عذراء المتروكين التي يكرّمها سكان فالينسيا، أضاف البابا يقول، طلبتُ شفاعتها كيما تقوي إيمانهم وتملأهم رجاء. وهناك، صليت أيضًا صلاة الأبانا مع عائلات ضحايا الحادث الذي وقع في مترو الأنفاق. والآن، تابع قداسته يقول، أرغبُ بتوجيه تحية حارة إلى الإكليريكيين وعائلاتهم التي تعيش فرح دعوتهم، وقال: إنّ المحبة والوئام في العائلة يوفران مكانًا ملائمًا للإصغاء إلى دعوة الله وقبول عطية الدعوة. تعيشون السنوات التحضيرية في الإكلريكية، بمساعدة المنشئين وبطاعة وإيمان الرسل الذين تبعوا يسوع. تعلّموا من مريم العذراء، ختم البابا كلمته قائلا، كيف تُقبل هذه الدعوة بفرح وسخاء، وبدون تحفّظ. وهذا ما نتذكّره ونطلبه في صلاة التبشير الملائكي، سائلين ربَّ الحصاد أن يُرسل فعلة لحصاده.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.