2006-06-14 16:02:31

قداسة البابا يحدث المؤمنين في مقابلة الأربعاء العامة عن إندراوس الرسول: روما والقسطنطينية كنيستان شقيقتان


غصت ساحة القديس بطرس صباح اليوم الأربعاء بآلاف المؤمنين والحجاج القادمين من القارات الخمس للمشاركة في مقابلة الأب الأقدس العامة، وقد  تمحورت هذا الأسبوع حول القديس إندراوس أخ سمعان بطرس وأحد الإثني عشر. قال البابا: إن الميزة الأولى التي تسترعي انتباهنا هي أن اسم إندراوس يوناني، لا عبري، ما يشير إلى نوع من الانفتاح الثقافي لدى عائلته، كما أن إندراوس يحتل المكانة الثانية في لائحة أسماء الإثني عشر، حسب إنجيلي متى ولوقا، والمكانة الرابعة حسب إنجيل مرقس وكتاب أعمال الرسل. وقد حظي إندراوس باعتبار كبير داخل الجماعة المسيحية الأولى.

وأضاف قداسته يقول إن رباط الدم بين بطرس وإندراوس والدعوة المشتركة التي وجهها يسوع إليهما، يردان بوضوح في الأناجيل. "وكان يسوع سائرًا على شاطئ بحر الجليل، فرأى أخوين هما سمعان الذي يُقالُ له صخرٌ وإندراوس أخوه يُلقيان الشبكة في البحر، لأنهما كانا صياديْن. فقال لهما: "إتبعاني أجعلُكما صياديْ بشر" (متى 4/ 19 ـ 18) (مرقس 1/ 17 ـ16). وهناك بيّنة أخرى في الإنجيل الرابع، إذ كان إندراوس أولا، تلميذ يوحنا المعمدان، وسمعه يوما يعلن بأنّ يسوع هو "حمل الله"، فتبعَ لساعته المعلمَ، مع تلميذ آخر، لم يُذكر اسمه.

ويقول يوحنا الإنجيلي، تابع البابا تعليمه قائلا: "وكان إندراوس أخو سمعان أحد اللذينَ سمعا كلام يوحنا فتبعا يسوع. ولقي عند الصباح أخاه فقال له:"وجدنا ماشيحا"، أي المسيح!" وهكذا، كان إندراوس أول الرسل الذين دُعيوا لاتباع يسوع. وبدافع العلاقة الأخوية بين بطرس وإندراوس، أضاف قداسته يقول، تشعر كنيسة روما وكنيسة القسطنطينية بأنهما شقيقتان. ولتسليط الضوء على هذه العلاقة، أعاد البابا بولس السادس في العام 1964 ذخائر القديس إندراوس التي كانت محفوظة في البازيليك الفاتيكانية، إلى ميتروبوليت مدينة باتراس في اليونان، حيث ووفقًا للتقليد، صُلب إندراوس الرسول.

وتُذكِّر التقاليد الإنجيلية باسم إندراوس في مناسبات أخرى. الأولى خلال تكثير الخبز في الجليل، إذ كان إندراوس من أخبر يسوع بوجود صبي معه خمسة أرغفة من شعير وسمكتان. (يوحنا6/ 9 ـ 8) أما الثانية فكانت في أورشليم:" ولمّا خرجا من الهكيل قال له أحد التلاميذ:"يا معلم انظُر! يا لها من حجارة! ويا لها من أبنية!" فقال له يسوع:"أَترى هذه الأبنية والعظيمة؟ لن يبقى منها حجرٌ على حجر، بل يُنقض كلُّه" (مرقس 13/ 3 ـ 1).  وبعدها انفرد به بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس وسألوه:" قُل لنا متى يكون هذا، وما هي العلامة عندما يوشك هذا كلُّه أن يتم؟"

وللإجابة على هذا السؤال، قال الأب الأقدس، ألقى يسوع خطابًا بغاية الأهمية حول خراب أورشليم وانتهاء العالم، داعيًا تلاميذه إلى قراءة علامات الأزمنة بانتباه ودقة، والبقاء دومًا متيقظين.

وتابع البابا تعليمه الأسبوعي قائلا: تتحدث الأناجيل أيضًا عن مبادرة ثالثة قام بها إندراوس في أورشيلم، وقبل الآلام. ويقول يوحنا الإنجيلي:(12/ 24 ـ 23) "كان بعض اليونانيين في جملة الذين صعدوا إلى أورشليم ليحجوا مدة العيد. فعمدوا إلى فيليبس، وكان من بيت صيدا في الجليل، فقالوا له ملتمسين:"سيدي، نريد أن نرى يسوع". فذهب فيلبس فأخبر إندراوس، وذهب إندراوس وفيلبس فأخبرا يسوع. فأجابهما يسوع:"أتت الساعة التي فيها يُمجّد ابنُ الإنسان. الحقَّ الحقَّ أقول لكم:إن لم تقعِ الحبةُ من الحنطة في الأرضِ وتمت تبقَ وحدَها. وإذا ماتت، أخرجتْ حبًا كثيرا".

وترى تقاليد قديمة جدا في إندراوس ليس المترجم فقط لبعض اليونانيين، خلال اللقاء مع يسوع، بل تعتبره رسول اليونانيين في السنوات التي تبعت العنصرة. فبطرس وصل روما من أورشليم مرورًا بانطاكية ليمارس رسالته الجامعة، أما إندراوس فكان رسول العالم اليوناني. كما ويروي تقليد لاحق وفاة إندراوس في باتراس، حيث صُلب.

وختم البابا تعليمه الأسبوعي يقول تتخذ صلباننا قيمة إذا ما اعتُبرت جزءًا من صليب المسيح. فمن هذا الصليب فقط، تتخذ آلامنا المعنى الحقيقي. وهكذا، يعلّمنا إندراوس الرسول اتباع يسوع بحيوية، والكلام عنه بفرح، مع من نلتقيهم، ويعلّمنا الثقة أيضًا بأنّ في المسيح وحده، نجد المعنى الأخير لحياتنا وموتنا.

وبعد أن لخص قداسة البابا تعليمه الأسبوعي بلغات متعددة ختم يقول: نحتفل غدا بعيد خميس الجسد. وككل عام نحتفل بالقداس الإلهي في ساحة القديس يوحنا في اللاتيران، يليه تطواف بالقربان المقدس حتى بازيليك القديسة مريم الكبرى. إدعو الجماعة المسيحية إلى المشاركة في هذا العيد، ذلك أن الإفخارستيا تشكل الإرث الأثمن للكنيسة والبشرية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.