2006-06-07 14:38:53

في مقابلة الأربعاء العامة قداسة البابا يحدث المؤمنين عن بطرس الرسول


غصت ساحة القديس بطرس صباح اليوم الأربعاء بآلاف المؤمنين والحجاج القادمين من القارات الخمس للمشاركة في مقابلة الأب الأقدس العامة، وقد  تمحورت هذا الأسبوع حول بطرس الرسول. قال البابا: يروي لنا يوحنا الإنجيلي أول لقاء جمع يسوع بسمعان، أخي أندراوس. "وجاء به إلى يسوعَ فنظرَ إليه يسوعُ وقال:"أنتَ سمعانُ بنُ يونا، وستُدعى كيفا" (أي صخرًا). ويكتسب هذا الحدث أهمية خاصة، لو أخذنا بعين الإعتبار أنّ تبديل الإسم في العهد القديم، كان يسبق رسالة معينة.

كما ونلاحظ أيضًا في الإنجيل، أضاف البابا يقول، أنّ يسوع يولي بطرس اهتمامًا خاصا: ففي كفرناحوم، نزل المعلم في دار بطرس (مرقس 29،1)؛ وعندما ازدحم الجمع على شاطئ بحيرة جنَّاسرت، رأى يسوع سفينتين راسيتين عند الشاطئ، فصعد إلى سفينة سمعان (لوقا 3،5)؛ وفي مناسبات معينة، لم يدع يسوع أحدًا يصحَبُه إلاّ بطرس ويعقوب ويوحنا أخا يعقوب، وكان يُشار أولاً إلى بطرس: وهكذا كان خلال إحياء ابنة يائير (مرقس 37،5)، وفي التجلي (مرقس 2،9)، وفي بستان الزيتون (مرقس 33،14). وفي العشاء الأخير، غسل يسوع أولا قدمي بطرس (يوحنا 6،13). ومن أجل بطرس أيضًا، صلى يسوع كيلا يفقد إيمانه ويُثبّت إخوته. (لوقا  30،22).

وتابع البابا تعليمه الأسبوعي قائلا: أدرك بطرس نفسه موقعه الخاص: فكان يتكلم باسم الآخرين، طالبًا إلى يسوع شرح مثل صعب (متى 15،15) أو إعطاء المعنى الصحيح لقاعدة ما (متى 21،18). وكان بطرس أيضًا من يجد الحل في بعض المرات، متحدثا باسم الجميع. فعندما حزن يسوع حين لم يفهم الجمع كلامه حول "خبز الحياة"، قال للإثني عشر:" أفتريدون أنتم أيضًا أن تذهبوا مثلهم؟ فأجابه سمعان بطرس:"ربِّ، إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك! (يوحنا 6، 67 ـ 69).

وعندما سأل يسوع التلاميذ في قيصيرية فيلبس: من هو ابن الإنسان على حد قول الناس؟ أجاب سمعان بطرس قائلا:"أنتَ المسيح ابنُ الله الحي"، فأجابه يسوع:" أنتَ صخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي... وسأعطيك مفاتيح ملكوتِ السماوات. فما ربطتَ في الأرض رُبط في السماء. وما حللتَ في الأرض حُلَّ في السماوات". ونستنتج من كلام يسوع، أضاف البابا يقول، أنّ بطرس سيكون الصخرة المتينة التي تُبنى عليها الكنيسة، وستكون له مفاتيح ملكوت السماوات، وسيكون بامكانه الربط أو الحل، أي تحليل أو تحريم ما يراه ضروريًا من أجل حياة الكنيسة.

وبعد القيامة، اوكل يسوع النسوة بحمل البشارة إلى بطرس، مميزًا إياه عن باقي الرسل (مرقس 7،16)؛ وإلى سمعان بطرس ويوحنا، هرعت أيضًا مريمُ المجدلية، بعد أن رأتِ الحجرَ قد أُزيل عن القبر (يوحنا 2،20)؛ كما أن يوحنا الذي سبق بطرس إلى القبر، انحنى ولم يدخل، تاركًا سمعان الذي اقتفى أثره ووصل بعده، يدخل القبر أولا؛ وكان بطرس أيضًا الشاهد الأول بين الرسل لترائي الرب (لوقا 34،24).

والدور الأساسي لبطرس بعد القيامة، قال الأب الأقدس، يطبع استمرارية المكانة الأولى التي حصل عليها في جماعة الرسل، والمكانة الأولى التي يواصل الحصول عليها في الجماعة التي وُلدت مع الأحداث الفصحية، كما يشهد على ذلك كتاب أعمال الرسل. وبما أنّ رسالة تثبيت إخوته في الإيمان قد أُعطيت لـِ بطرس في العشاء الأخير، فذلك يعني أن الكنيسة التي وُلدت من التذكار الفصحي الذي يُحتفل به في الإفخارستيا، تجد في الرسالة الموكلة إلى بطرس أحد عناصرها التأسيسية. إنّ مسؤولية بطرس تكمن في ضمان الشركة مع المسيح بمحبة المسيح، مرشدًا إلى تحقيق هذه المحبة في حياة كل يوم.

وبعد أن لخّص تعليمه الأسبوعي بلغات متعددة، حثّ قداسة البابا الشبان على ابتهال الروح القدس في كل يوم من أيام حياتهم، والمرضى على قبول سر الألم "بإيمان" وتقديمه من أجل خلاص جميع البشر، والأزواج الجدد على بناء عائلات، أساسها الإنجيل.








All the contents on this site are copyrighted ©.