2006-06-06 15:58:53

قداسة البابا بندكتس السادس عشر يفتتح المؤتمر الكنيسي لأبرشية روما: فرح الإيمان وتربية الأجيال الجديدة


افتتح قداسة البابا مساء أمس الاثنين في بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران المؤتمر الكنسي لأبرشية روما بعنوان:"فرح الإيمان وتربية الأجيال الجديدة". وجه الأب الأقدس كلمة استهلها مرحبا بجميع الحاضرين خاصًا بالذكر نائبه العام على أبرشية روما، الكردينال كاميلو رويني، وقال إنّ أبرشية روما تواصل المسيرة التي بدأتها لعشر سنوات خلت برغبة من السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، وأشار إلى أنّ الهدف هو إنعاش إيمان الجماعة المسيحية في هذه المدينة الكبيرة، حيث تأصلت جذور الكنيسة منذ الجيل المسيحي الأول. وذكّر قداسة البابا بأنّ اهتمام الأبرشية خلال السنوات الثلاث الماضية تركّز بنوع خاص على العائلة المهددة اليوم، وللأسف، بهدف مساعدتها على إتمام رسالتها المتعذِّر استبادلها، في الكنيسة والمجتمع.

وأشار الأب الأقدس إلى أنّ اكتشاف فرح الإيمان مسيرة ينبغي أن يقوم بها كل جيل جديد، وهو فرح لا بدّ من أن نتقاسمه مع الآخرين، كما يؤكد يوحنا الرسول في رسالته الأولى:" ذاك الذي رأيناه وسمعناه نبشّركم به لتشاركونا أنتم أيضًا، كما شاركنا الآبَ وابنَه يسوع المسيح. نكتبُ إليكم بذلك ليكون فرحنا تاما".

ولهذا، أضاف قداسة البابا يقول إنّ تربية الأجيال الجديدة على الإيمان مهمة كبيرة وجوهرية تعني الجماعة المسيحية بأسرها، اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، وذلك لوجود خطين ناتجين عن الثقافة المعولمة يتعارضان والإعلان المسيحي. الأوّل هو الـ لا أدرية الرامية إلى خنق المعنى الديني المحفور في طبيعتنا، والثاني هو النسبية التي تنخر الروابط الأكثر قدسية والمشاعر الأكثر أهلا بالإنسان. وفي هذه الأوضاع بالذات، نحتاج جميعًا، سيما الشبان إلى عيش الإيمان بفرح، وتذوّق الهدوء النابع من اللقاء بالرب.

وتابع قداسة البابا كلمته مشيرًا إلى أنّ الحب بين الرجل والمرأة يتحقق في الزواج فقط، وأكّد أن الإيمان والخلقية المسيحية لا يريدان خنق الحب "بل" جعله سليمًا قويًا، وهذا بالذات معنى الوصايا العشر التي ليست سلسلة "لا"، إنّما "نعم" للحب والحياة. وأضاف الأب الأقدس يقول إنّ العلم يحرز اليوم تقدمًا سريعًا زارعًا الشك وجاعلاً قبول الحقيقة المسيحية أكثر صعوبة، غير أنّ يسوع المسيح يبقى سيد الخليقة والتاريخ، وكما يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل قولسي:"ففيه خُلق كلُّ شيء مما في السماوات ومما في الأرض، ما يُرى وما لا يُرى... كلُّ شيء خُلق به وله".

وتابع قداسة البابا كلمته داعيًا كنيسة روما الحبيبة إلى المواظبة على الصلاة والسجود للمسيح الحي في الإفخارستيا ومحبته يوما بعد يوم، لأنّه صديقنا الحقيقي، وأضاف قائلا: لا يمكننا الاحتفاظ بفرح الإيمان لأنفسنا، لا بل علينا أن ننقله للآخرين. وتصبح هذه الحاجة أكثر قوة وإلحاحًا مع نسيان الله في بقاع عديدة من العالم. ويولّد هذه النسيان الخصام وعدم الرضى وشعورًا بالفراغ. ولهذا السبب، علينا أن نكون حاملي ذاك الرجاء الذي يولد من الإيمان كيما نساعد إخوتنا على إيجاد معنى الحياة الخاصة وسعادتها...وفي ختام كلمته أثناء افتتاح المؤتمر الكنسي لأبرشية روما في بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران، منح قداسة البابا الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.